قال الكاتب الأمريكي ريتشارد كوهين, إن ظاهرة امتلاك السلاح المنتشرة في الولاياتالمتحدة هي السبب في تزايد حوادث إطلاق النار, وآخرها الهجوم المسلح على ملهى للشواذ في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا. وأضاف كوهين، في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في 14 يونيو، أن حادثة أورلاندو تثبت مرة أخرى أن امتلاك السلاح وراء كل شيء، وأن المادة الدستورية التي أباحت هذا الامتلاك صيغت في القرن الثامن عشر ولا علاقة لها بطبيعة الأسلحة في العصر الحالي. وتابع: "المدافعون عن امتلاك الأسلحة ربما يقولون إذا عولج المرضى النفسيون, فلن تكون هناك مخاطر من امتلاك السلاح". وسخر كوهين من هذه المقولة, قائلًا: "المدافعون عن امتلاك الأسلحة لا يستطيعون حتى منع هؤلاء المرضى من الترشح للرئاسة"، ملمحًا إلى المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وكان المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب زعم أنه كان محقًا بشأن موقفه مما سماه "الإرهاب الأصولي الإسلامي"، تعقيبًا على الهجوم على ملهى الشواذ في أورلاندو. وكتب ترامب، تغريدة بعد الهجوم بساعات, قال فيها: "إنه كان محقًا بشأن الإرهاب الأصولي الإسلامي", متابعًا "أقدر التهاني لي لأنني كنت محقًا بشأن الإرهاب الأصولي الإسلامي.. لا أريد تهاني.. أريد شدة ويقظة.. ينبغي أن نكون أذكياء". كما نقلت "رويترز" عن ترامب، قوله إن على الرئيس باراك أوباما أن يتنحى. وكانت شبكة "سي بي إس" الأمريكية أشارت إلى سقوط نحو 50 قتيلًا وأكثر 53 جريحًا في إطلاق نار واحتجاز رهائن في ملهى للشواذ بمدينة أورلاندو في 12 يونيو. ونقلت "سي بي إس"، عن مصادر أمريكية رسمية قولها إن منفذ عملية إطلاق النار في الملهى أمريكي من أصل أفغاني، يدعى عمر متين، 29 عامًا. وتبنى تنظيم الدولة "داعش" الهجوم الذي وقع داخل ملهى الشواذ في أورلاندو, وقالت وكالة أعماق التابعة للتنظيم، إن أحد أفراد التنظيم نفذ الهجوم الذي وقع الأحد 12 يونيو في أورلاندو, التي تعد من أكبر الوجهات السياحية في الولاياتالمتحدة. وأطلق المسلح، النار داخل الملهى، واحتجز بعد ذلك رهائن, واستمرت العملية نحو ثلاث ساعات، قبل أن تتدخل قوة أمنية وتقتل المهاجم. ونشرت حسابات موالية لتنظيم الدولة صورًا للمنفذ عمر صديق متين, فيما أكد مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (إف.بي.أي)، أن اتصالات أجراها عمر متين على رقم الطوارئ 911 قبل بدء الهجوم مباشرة تضمنت إعلان مبايعته للتنظيم. كما قال مكتب التحقيقات، إن المنفذ كان موضع تحقيق عامي 2013 و2014, إلا أنه لم يكن تحت الرقابة قبل الهجوم على الملهى. وفي أول تعليق له على هجوم فلوريدا, أكد مير صديق، والد عمر صديق متين, أنه لم يعلم بما خطط له ابنه. ونقلت "الجزيرة" عن مير صديق، قوله في تصريحات لوسائل إعلام أمريكية, إنه يستبعد أن يكون للهجوم علاقة بالدين. وأضاف أن ابنه شعر بالغضب عندما ارتكب شاذان جنسيًا قبل شهرين عملًا منافيًا للأخلاق, بينما كان مع زوجته وأطفاله في الشارع. وبعد يوم من الهجوم, أكد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف. بي. اي)، جيمس كومي، أنه لا يوجد دليل على أن منفذ هجوم أورلاندو جزء من شبكة أو مخطط خارجي. وأضاف كومي في مؤتمر صحفي، أن منفذ هجوم أورلاندو اتصل بالشرطة قبل الهجوم ليخبرهم بأنه يبايع زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي، وأنه يقوم بهذا الهجوم من أجله. وأكد كومي، أن مطلق النار ربما تأثر بجماعات متطرفة أجنبية، مضيفًا أن "هناك دلائل قوية على أن القاتل تبنى معتقدات متشددة، وعلى احتمال تأثره بجماعات متطرفة أجنبية". وقال إن عمر متين كان يدعي في تحقيقات سابقة أنه على صلة بحزب الله اللبناني. وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إنه لا يوجد دليل واضح على أن منفذ هجوم أورلاندو جرى توجيهه من الخارج، مشيرًا إلى أنه قد تأثر ب"الدعاية المتطرفة" عبر الإنترنت. وأوضح أوباما أنه يجري التحقيق في الهجوم على أنه حادث إرهابي، وأن المحققين يدرسون المواد التي دخل عليها على الإنترنت لمعرفة طريقة تفكير المهاجم، مشيرًا إلى أن الهجوم يوضح الحاجة إلى مواجهة الدعاية المتطرفة على الإنترنت، وكذلك ملاحقة الإرهابيين في الخارج. وفي غضون ذلك، أعلن قائد شرطة مدينة أورلاندو، أن عدد ضحايا الهجوم على الملهى استقر عند 49 قتيلًا، إضافة إلى مطلق النار.