مأساة حقيقية يعيشها المواطنون في محافظة سوهاج، منذ بداية شهر رمضان حتى اليوم، في عدد كبير من مناطق المحافظة، تمثلت في انقطاع مياه الشرب عن المنازل لفترات تزيد على ال10 ساعات يوميًا، في بعض المناطق، وانقطاعها بشكلٍ نهائي في مناطق أخرى، مما أثار غضب الأهالي كبارًا وصغارًا. ففي قرية الشيخ رحومة بمركز طهطا، شمال المحافظة، التي يبلغ عدد سكانها قرابة 80 ألف مواطن، انقطعت مياه الشرب عن المنازل والمساجد، منذ أسبوعين، واكتفى مجلس المدينة بمخاطبة شركة المياه؛ والتي قامت بدورها بالدفع بسيارة "فنطاز" لا تكفي احتياجات السكان؛ مما تسبب في وقوع العديد من المشاجرات، من أجل الحصول على شربة مياه في ظل ارتفاع درجة حرارة الجو القاتلة. وأكد أبو الغيط عبد العال، أحد الأهالي، أن مياه الشرب في انقطاع متكرر عن القرية منذ أسبوعين دون تحرك من المسئولين. وأضاف عماد عبد الرحمن، محامٍ، أن شركة المياه تستهزئ بالمواطنين ولا تهتم بالأزمة، متسائلًا: "هل ما يحدث في قريتنا يمكن أي يحدث في أي دولة أخرى تحترم مواطنيها". وفي قرية بني حميل، دائرة مركز البلينا جنوب المحافظة، اضطر المواطنون إلى اللجوء للمياه الحبشية المليئة بالسموم، وذات نسبة عالية من الأملاح؛ نظرًا لانقطاع مياه الشرب عن القرية منذ 5 أيام مضت. وفي قرية المدمر دائرة مركز طما شمال المحافظة، حيث يقوم المواطنون بالذهاب إلى قرى مجاورة تبعد كيلومترات لجلب المياه، وتحدث العديد من المشاجرات التي قد يروح ضحيتها عدد من المواطنين، غالبيتهم من الأطفال. وتكرر المشهد في قرية شطورة دائرة مركز طهطا شمالًا، حيث انقطعت المياه عن القرية منذ 4 أيام، واضطر الأهالي إلى اللجوء للطلمبات الحبشية، وارتفعت النداءات والخطب عبر مكبرات الصوت في المساجد، لدعوة المصلين إلى التيمم بدلًا من الوضوء؛ لانعدام المياه الصالحة للشرب أو الوضوء. من جانبهم أكد المسئولون بشركة مياه الشرب والصرف الصحي، أن سبب الأزمة يرجع إلى الضغط، الذي وصفوه ب"الرهيب"، على خطوط المياه منذ بداية فصل الصيف؛ كون درجات الحرارة في ارتفاع مستمر.