رحم الله أيام زمان.. أيام كانت الدراما المصرية سيدة الدراما فى العالم العربى، بما تقدمه من فن رفيع وموضوعات تمس المجتمع المصرى من رأسه لأخمص قدميه. هذا العام وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية الطاحنة، التى يعيشها المصريون إلا أن الدراما العربية تشهد هذا العام كمًا هائلاً من الأعمال خلال شهر رمضان، لكن قدرتها على المنافسة فى السباق الرمضانى تعتمد غالبًا على مدى شعبية الممثلين لا على مدى ما يقدمونه من فن راق. ورغم ما يواجهه المنتجون من صعوبات تجبرهم على تأجيل أعمالهم الدرامية أحيانا للعام المقبل، إلا أن البعض الآخر يضطر إلى دفع مبالغ ضخمة للممثلين "الكبار" لضمان نجاح أى مسلسل. وأورد لكم جزءًا من التقرير المنشور فى عدة مواقع للدلالة على الفرق الشاسع بين فئات المجتمع الفقر المدقع والغنى الفاحش.. لا حقدًا ولا غلاً.. ولكن دهشة واستغرابًا.. فقد تجاوزت ميزانية مسلسلات رمضان هذا العام فى مصر مليارين ونصف المليار. ويستحوذ الممثلون على 70% من ميزانية أى عمل درامى بدعوى أن نجوميتهم هى التى تؤدى إلى نجاح المسلسل. فعادل إمام حظى بالأجر الأعلى الذى قفز من 36 مليون جنيه فى العام الماضى، إلى 40 مليونًا هذا العام، ويليه يحيى الفخرانى ومحمود عبد العزيز بأجور تراوحت بين بين ال27 و28 مليون جنيه، كما وصل أجر محمد رمضان ل24 مليون جنيه ثم يأتى بعده الفنان محمد منير متساويًا مع الممثلة غادة عادل بأجر يساوى 22 مليون جنيه. علاوة على جيل الوسط والشباب الذين تتجاوز أجورهم الملايين. وعلى الرغم من مرور أيام معدودة من رمضان. ألا أن صفحات التواصل الاجتماعى امتلأت بالنقمة والغضب على بعض تلك الاعمال الدرامية بل ولجأ البعض الى الاتيان ببعض الجمل الحوارية التى قيلت على لسان بعض الأبطال للدلالة على فجاجة وقبح ما يقدم ولا يليق بقدسية هذا الشهر الكريم خاصة مسلسل "بنات السوبر مان" حيث قرنى يعمل قوادًا فى كباريه رخيص.. يعرض فتياته على زبون خليجى ليختار من يقضى معها وقتًا ممتعًا.. لكن الخليجى يختار انتصار.. الشقيقة.. ويختفى ليتركها حاملاً فى أربع بنات توائم. المصيبة فعلاً، أن قرنى كان يستشهد بآيات من القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية كى لا تجهض أخته نفسها من السفاح! والتوائم اللائى أنجبتهم الأخت هن سيكن بنات سوبر مان فيما بعد. فهل هذه هى نوعية الفن والدراما المصرية التى تعبر عن الشخصية المصرية؟ وهل يصح تقديم مثل هذا الفُحش فى رمضان أو غيره؟