الأهالي: "من ساعة ماشوفنا الدنيا وظروفنا وحشة وماشوفناش الكنافة من 20 سنة" قرية البرلمان هى إحدى قرى مركز المنيا والتي تبعد عن عاصمة المحافظة ما يقرب من 12 كم مربع ورغم قربها من مركز العاصمة إلا أن أهلها بسطاء وظروفهم المعيشية أشبه بمعيشة أهل الكهف.. بسطاء في مطعمهم ومشربهم حتى في شهر رمضان لا يعرفون الترفيه مثل الكنافة أو القطايف أو قمر الدين. الإفطار في رمضان مقتصر على الفول والمخللات فقط وسحورهم جبنة قديمة أو زبادي إن وجد في بعض الأحيان. "المصريون" تجولت في القرية التي توجد بها جمعية واحدة هى جمعية التقوى لتنمية المجتمع ومسجد الإيمان الذي يعد المسجد الوحيد الذي من خلاله يتم توزيع وجبات الإفطار والسحور على أهالي القرية بواسطة مؤسس المسجد الشيخ عطية عبدالوهاب. في البداية، يقول الشيخ عطية عبدالوهاب إننا نقوم بتجهيز وجبة الإفطار وهى عبارة عن كيس فول مدمس لكل بيت ومعه كيس من المخلل ونقوم بتوزيعه قبل أذان المغرب بساعتين من خلال تروسيكل وشاب مقابل أجر بسيط لا يتعدى ال200 جنيه مقابل توزيع الفطار والسحور على أكثر من 450 بيتًا هى إجمالي منازل القرية. وأكدت أم محمد 60 عامًا من أهالي القرية أننا من ساعة مطلعنا على الدنيا ومنعرفش غير الفول حتى بعد وفاة زوجي وترك لي 5 أفراد كلهم اتجوزوا ومع ذلك ساكنين معايا بالمنزل ونعيش على وجبة الفول المدمس التي تأتي لنا من الجمعية التابعة للقرية. وأضاف الحاج خلف عطالله: "أنا معرفش الكنافة ولا من أين تباع لأكثر من 20 سنة حتى الآن ولا القطايف، ظروفنا وحشة ومش نقدر نشترى لا كنافة ولا قطايف ولا الحاجات اللى بيقولوا عليها بتاع الشهر الكريم". وتابع: "أنا بأجمع أولادي على الحصيرة وأحفادى بنشتري كيسين فول والمسجد بيبعت لينا كيس ثالث". أما السيدة عبير وهى أم 5 أولاد وأرملة قالت: "إننا نعيش على الفول في ساعة الفطار وفى السحور نتسحر على جبنة قديمة أو جبن قريش، ويا دوب لما نشترى للعيال الصغيرة كنافة يمكن مرة وحدة فى الشهر على نفس الأولاد". وأشارت إلى أنها تضطر إلى العمل ليل نهار علشان تقدر توفر وجبة لحم للأولاد خلال فترة العيد أو لشراء ملابس العيد. كما قال الشيخ مخلوف عبد الصالحين، وهو شيخ القرية، إن القرية رغم قربها من عاصمة المحافظة إلا أن ظروف القرية لا تسمح لأن تعيش أكثر من ذلك ولكن لا توجد لدينا لا مستشفى ولا مدرسة ولا مركز طبي ولا حتى عيادة طبيب وأكثر من 90 % من سكان القرية تحت خطر الفقر وبيوتنا من الطوب اللبن وأكثر الناس فلاحون بالأجر عند الغير. وليست هذه هي حال قرية البرلمان والتي وصفها الأهالى أنه أشبه بقرية أهل الكهف يعيشون على الفتات من أهل الخير أو الجمعيات أو المساعدات، فمعظم قرى المنيا تعيش على إفطار الفول المدمس وصار طقسًا يتوارث للأجيال، فهناك قرى في جنوبالمنيا توزع الفول خلال شهر رمضان كوجبة أساسية لا يوجد غيرها على الأهالي الذين يقومون بدفع اشتراكات حتى يكون له حصة في رمضان من الفول وإلا فإنه إن لم يفعل ذلك فسوف تكون حياته الرمضانية عذاب بدون فول. وأضاف البعض أن هذا الطقس متوارث في بعض القرى لأكثر من سبعة عقود أو أكثر ولا خيار لهم إلا الرضا بالفول المدمس.