سفن عملاقة ألقت أبقارًا نافقة في خليج السويس تسببت في إثارة القروش.. وإسرائيل ليست بعيدة عن المشهد أثار ظهور سمك القرش بالقرب من الشواطئ المصرية، مخاوف على السياحة الشاطئية في مصر، وخاصة في ظل الأزمة التي تعاني منها السياحة في مصر، حيث يتسبب، في الكثير من الأحيان، في إغلاق العديد من الشواطئ بالمحافظات الساحلية. وقبل أيام، التهمت سمكة قرش قدم الطالب عمرو عبد القادر، 23 عامًا، بإحدى الجامعات الخاصة، بشاطئ "مارينا وادي الدوم" بمدينة العين السخنة بمحافظة السويس،حيث نقل الطالب إلى مستشفى "السويس العام" في حالة سيئة وتم إيداعه العناية المركزة. ودفعت الحادثة، اللواء أحمد الهياتمي، محافظ السويس، إلى اتخاذ قرار بإغلاق الشاطئ لحين التأكد من الأمر حتى لا تتعرض حياة أي شخص للخطر، قائلًا: "واقعة هجوم سمكة قرش على طالب بشاطئ العين السخنة صحيحة والهجوم كان على بعد 150 مترًا فقط وهذا ما يجعل الأمر خطيرًا، حيث أبلغني مدير أمن السويس بذلك". وكشفت الدكتورة عزة الجنايني، أستاذ بيولوجيا المصايد بالمعهد القومي لعلوم البحار، التابع لوزارة البحث العلمي، أن المعهد قام بإيفاد فريق بحثي، الأحد الماضي، لمكان الحادث بالسويس، لعمل استقصاءات ورحلة بحرية لصيد قروش بالمنطقة التي شهدت الحادث. وأضافت: "الفريق العلمي يهدف إلى التوصل لنوعية الأسماك التى هاجمت الطالب وإجراء أبحاث للكشف عن تواجدها بكثرة أم لا في المنطقة، خاصةً أن هناك 400 نوع من سمكة القرش في العالم، 30 منها فقط خطيرة على الإنسان، مثل "القرش الأبيض، والثور، والنمر، والمحيطي "، وهناك 15 نوعًا من القروش منتشرة بخليج السويس، منها نوعان خطيران وهما القرش النمر والمحيطي". وأفادت أن أسماك القرش ليست عدوًا للإنسان وأن الاعتقاد في ذلك أمر خاطئ، فهو لا ينافس الإنسان على الحياة في الأرض، كما أن عادة القروش أن تهاجم الإنسان عن طريق الخطأ ولا تهاجم إلا إذا كانت جائعة وليس لديها بديل، أو نتيجة تصرفات خاطئة للإنسان، والتي تجتذب القروش المهاجمة منها ولم يتمكن العلماء إلى اليوم من الوصول إلى أسباب واضحة عن سبب هجوم القرش على الإنسان. وقال الدكتور زين الشيخ، الخبير السياحي، إن مثل هذه الحوادث تؤثر اقتصاديًا على الدولة من خلال تخفيض الرحلات السياحية الداخلية والخارجية على حد سواء، مشيرًا إلى أنه يتعين على الجهات المختصة بتأمين الشواطئ، القيام بمهامها وعدم التقصير فيها كما يحدث الآن وهو ما يتسبب في مثل هذه الحوادث المؤسفة. وأضاف الشيخ ل"المصريون": "يجب مراقبة الشواطئ وإيفاد بعثات علمية متخصصة لمراقبة ظاهرة انتشار القروش وتجويد الخدمات المقدمة للسياح المحليين أو الأجنبيين، ورغم أن الحادثة ليست إرهابية أو بعامل بشري ولكنها تؤثر على السياحة بشأن إجراءات السلامة والخدمة السياحية". وتابع: "نحتاج إلى رؤية لمواجهة أخطار مثل هذه الحوادث وهناك تقصير من الدولة في ذلك، فالعالم لا يعترف بوجود أحداث طبيعية ويطالب بإجراءات لمواجهتها قبل وقوعها مثل التنبؤ بحدوث زلزال أو دخول أسماك قرش للشواطئ أو نحو ذلك من المخاطر التي تهدد حياة المواطنين". بدوره، قرر وزير البيئة الدكتور خالد فهمي، تشكيل لجنة متخصصة من المحميات البحرية بالبحر الأحمر وجنوب سيناء لبحث أسباب ظهور سمكة القرش في العين السخنة وقيامها بمهاجمة المواطنين، حيث أكد أحمد غلاب، مدير محميات البحر الأحمر، أن الوزير أمر بتوفير كل الإمكانات خلال عمل اللجنة. وأشار غلاب، إلى أن سمكة القرش التي ظهرت بالعين السخنة والتهمت قدم طالب جامعي من نوع "ماكو" وظهرت قبل ذلك عام 2010 بخليج السويس ولكنها لم تهاجم المواطنين حينها، ولكنها سمكة شرسة وخطرة ودومًا تعيش في الأعماق وكونها تظهر على السطح يشير إلى وجود خلل في النظام الغذائي الخاص بها وهو ما ستقوم اللجنة ببحث طريقة مواجهة هذه المشكلة. وكشف خبراء في شئون البيئة، أن ظهور أسماك القرش بمياه خليج السويس بالعين السخنة جاء بعد إلقاء "أبقار" نافقة من سفينة أجنبية بخليج السويس منذ 20 يومًا، ومن المرجح أن تكون القروش ظهرت بسبب هذه المخلفات التى تتغذى عليها. وقال الطيب عبدالله، الخبير السياحي ل"المصريون": "مثل هذه الحوادث فردية والمشكلة حاليًا سياسية لضرب السياحة، وحدث قبل سنوات أن هاجم قرش أحد السياح وتسبب في انخفاض أعداد السياح وكان مما تردد أن إسرائيل تقف وراء استقدام القرش للشواطئ المصرية لضرب السياحة، ولا نستبعد الآن أن تكون جهات خارجية مسئولة عن استقدام هذا القرش للسويس خاصة مع إلقاء السفن العملاقة بخليج السويس "أبقار" نافقة، وهي تعد وليمة ممتازة للقروش". ونصح الدكتور علاء حمودة، خبير الطب الشرعي، باتخاذ طرق لتجنب مواجهة أسماك "القرش"، وأسباب انجذابها للأشخاص. وأكد حمودة، أن الروائح النفاذة مثل العطور والكريمات تلفت انتباه أسماك القرش، أو نزول المياه أثناء المعاناة من نزيف أو بول، أو الإكسسوارات التي تعكس الأضواء فتزعج الأسماك، أو المياه العميقة، أو بواقي الطعام. وتابع:" يجب على الأشخاص عند مواجهة أسماك القرش التظاهر بالقوة، حيث يبتعد القرش ويغادر إذا استشعر أن الشخص الذي أمامه أكثر قوة وعدوانية منه، كما يجب توجيه ضربات باليد أو القدم للمناطق الحساسة لدى سمكة القرش في "الخياشيم والعينين"، ولا بد من مغادرة المياه فور التعرض لإصابة، حيث إن رائحة الدم تجذب العديد من أسماك القرش الأخرى، وعدم الغوص في أماكن ليست معروفة طبيعتها البحرية".