حسان يظهر في افتتاح مشروع خاص.. الحويني يدعو من قطر.. ويعقوب يختفي من الظهور "الجبهة السلفية": أبو إسحاق فضّل الصمت وحسان غير معارض للنظام الحالي.. و"اتحاد شباب السلف": هناك تضييق على ظهور مشايخ السلفية
ظهر التيار السلفي في مصر بعد عصر الانفتاح الذي أقامه الرئيس الأسبق أنور السادات، فاتجه عدد كبير من المصريين إلى دول الخليج وعلى رأسها السعودية والتي ينتشر بها التيار الوهابي، وانتقل سريعًا إلى مصر، واشتهر عدد كبير من الدعاة وشيوخ السلفية والتي كان لها تأثير قوي على المواطنين وقد زاد عدد شيوخ التيار السلفي أثناء حكم الرئيس المعزول حسني مبارك، فانتشرت الفضائيات الإسلامية والتي كان من أهمهما قناتا الناس والرحمة والتي كان لهما أثر كبير في توعية المواطنين بشئون دينهم، وقد ظهر خلال هذه الفترة عدد من المشايخ أبرزهم الشيخ محمد حسان، مالك قناة الرحمة، بالإضافة إلى الشيخ أبو إسحاق الحويني، والذي يعتبره البعض من أهم علماء الحديث في العالم الإسلامي حاليًا كما ظهر بعض الدعاة من أهمهم الشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ محمود شعبان وغيرهما من الدعاة الذين كان لهم تأثير كبير على الشباب المصري بداية من القرن الجديد.
وكان لشيوخ السلفية دور بارز في الأحداث التي أعقبت ثورة يناير فكان لهم تواجد قوي في بعض الأحداث المهمة السياسية في مصر وكان أبرز الوجوه الشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب واللذين دعيا إلى التصويت بنعم خلال التصويت على الإقرارات الدستورية في 2011، كما ساندا الرئيس الأسبق محمد مرسي خلال الانتخابات الرئاسية وانتفضا عقب فض اعتصام رابعة والنهضة في 2013 وكان لهما ظهور في الفض في ميدان مصطفى محمود، وعقب هذه الواقعة اختفى قيادات الشيوخ السلفية من على الساحة تمامًا فلم يظهر الشيخ حسان إلا مؤخرًا من خلال افتتاح مطعم في بورسعيد، وظهر الشيخ أبو إسحاق الحويني في سلسلة دروس في دولة قطر، فيما ظهر يعقوب في زيارة له للشيخ أبو إسحاق عندما كان مريضًا في بدايات العام الحالي. وفي إطار ذلك ترصد "المصريون" مصير شيوخ السلفية بعد ثلاث سنوات من عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.
حسان.. الشيخ الذى أحبّه الجميع يعتبر الشيخ محمد حسان من أكثر الدعاة الذين ظهروا على الساحة السياسية بعد ثورة 25 يناير فكان له دور قوي في حل بعض الأزمات السياسية التي مرت بها مصر عقب الثورة ووقف مع جماعة الإخوان المسلمين في أزمتهم السياسية، وكان متواجدًا في ميدان مصطفى محمود بالمهندسين عندما تم فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة واختفى الشيخ حسان قرابة السنتين ونصف، سبقهما بظهور إعلامي مكثف، فضلاً عن المبادرات الاجتماعية التي أطلقها. والشيخ محمد حسان هو صاحب قناة الرحمة الذي تعلقت به القلوب بشكل كبير، وقف حسان في ظهر الرئيس محمد مرسي في حكمه مساندًا إياه حتى ذهب بنفسه لمرسي ودعم الموافقة على الدستور في مظاهرة لم تشهد القاهرة لها مثيلاً عند جامعة القاهرة وحينما وصل حسان يومها كادت جماهيره أن ترفعه بسيارته من على الأرض حبًا وشوقًا وإجلالاً لموقفه المساند للرئيس الإسلامي، فاجأ الجميع بظهوره مؤخرًا، وهو يفتتح أحد المطاعم بمدينة بورسعيد. ولاقي هذا الخبر استهجانَ عدد من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين استقبلوه بالسخرية. وقد برأت مؤخر محكمة جنح أول أكتوبر، محمد حسان في دعوى اتهامه بازدراء الأديان السماوية، ونشر أفكار متطرفة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وإلزام المدعى بالمصاريف. يعقوب.. "نعم تزيد النِعم" ثاني الدعاة الذين كان لهم عدد كبير من المريدين وكان نجم الفضائيات الإسلامية الشيخ محمد حسين يعقوب والذي دعا إلى التصويت بنعم في دستور 2012 والتي قال خلالها "نعم تزيد النعم" كما طالب عموم المسلمين من أهل مصر الذين يسألون كثيرًا عن يوم 30 يونيو بأن ينشغلوا بالعبادة والابتعاد عن الفتنة بهذا اليوم. وقد ضيقت وزارة الأوقاف أروقتها ضد الشيخ أبو إسحاق بعد قرارها بمنع صعود المنبر لغير الأزهريين لكن تعدى الشيخ محمد حسين يعقوب على قرارات الأوقاف، والذي منع أنصاره قيادات الأوقاف من دخول مسجد أثناء وجوده بالمنيا وأداء الخطبة، مما جعل الأوقاف تحرر محضرًا له بالواقعة. ويعكف الشيخ يعقوب حاليًا في تجهيز سلسلة من الدروس الدعوية التي يلقيها على طلبة العلم، وكان الظهور الأبرز ليعقوب، خلال زيارته الشيخ أبو إسحاق الحويني في قطر، للاطمئنان على صحته في رحلة علاج طويلة من أمراض الكلى، التي ألمت به مؤخرًا.
الحوينى.. تلميذ الألبانى فى قطر يعتبر الشيخ أبو إسحاق الحويني من أهم دعاة السلفية في مصر بل والعالم الإسلامي كله ويعتبر الحويني هو إمام أهل الحديث حاليًا وتتلمذ على يد الإمام الألباني وقد كان دائم الظهور في قناة الناس والرحمة والحكمة قبل غلقها، وقد اختفى الشيخ الحويني مؤخرًا قبل أن يظهر على شاشة قناة «الجزيرة» ليعطي دروسًا جديدة في علم الحديث، وتشارك قناة «الندى» الفضائية المملوكة له في بث تلك الحلقة.
محمود شعبان.. السجن بعد خروجه من استديو الإبراشى من أهم الشيوخ الذين كان لهم حضور قوي خلال الفترة الماضية الشيخ محمود شعبان والمعروف إعلاميًا ب"هاتولي راجل" حيث كان مساندًا قويًا للرئيس الأسبق محمد مرسي وكان داعمًا قويًا له وكان مساندًا لاعتصام رابعة والنهضة وكان دائم الحضور هناك وبعد فض الاعتصام كان له خطبة مشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي انتقد فيها نظام ما بعد 30 يونيو وظهر بعدها في حلقة تليفزيونية مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامجه «العاشرة مساءً» والتي شهدت أحداثًا انتهت بانسحاب الأخير على الهواء مباشرة، والقبض عليه على باب استديو البرنامج داخل مقر قناة دريم بمدينة الإنتاج الإعلامي. ويعاني شعبان في محبسه من انتهاكات قوية والإهمال الطبي الواضح وقد أرسل عدة رسالات من داخل سجنه توضح ذلك.
شومان.. لا سياسة مجددًا بدأ الدكتور حازم شومان، الداعية والطبيب، دروسه بمسجد السلاب في مدينة المنصورة وكان يحضر آلاف الشباب له، وقد عرف بأسلوبه المؤثر ويقدم برامجه على العديد من القنوات الفضائية مثل قناة الرحمة وقناة الناس وقناة الخليجية وله العديد من الدروس والسلاسل والخطب من أشهرها سلسلة: على فين يا شباب؟ وسلسلة: لماذا محمد؟ وسلسلة: فرسان الأقصى. لشومان مواقف سياسية أبرزها رفضه لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي وكان له حضور قوي في اعتصام رابعة العدوية ويظهر شومان مقدمًا حاليًا في بعض البرامج الفضائية ولكنه لا يتطرق إلى السياسة من قريب أو من بعيد.
يقول الدكتور خالد سعيد، المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية، إن مشايخ التيار السلفي أصناف متعددة لا تكاد تستطيع وضعهم في تصنيف واحد، فبالنسبة لبعضهم كالشيخ يعقوب والحويني هم غير راضيين عن الوضع الحالي وعدم قبولهم بالظلم ولا بتغييب الشريعة ومعاداة أهلها ولا اضطهاد الاسلإميين ولا غيرهم من الناس ولكنهم لا يملكون حلا وربما لا يطيقون مواجهة النظام فلزموا الصمت، وهذا خطير ففيه تغييب لدور أهل العلم الذي أمروا أن يبينوه للمسلمين ولا يكتمونه وافتقاد المسلمين لهم يجعل المرحلة تتجاوزهم. وأضاف سعيد: "وأما الشيخ محمد حسان فبوصلته الحقيقية هي رضا النظام، أما الشيخ مصطفى العدوي ينأي بنفسه أملاً في استمرار دعوته وعدم إيقاف مؤسساته ومشاريعه الدعوية أو ما تبقى منها. أما مشايخ سلفية القاهرة فرافضون للنظام كعادتهم في رفض الظلم والولاء للشريعة والجهر بذلك وأغلبهم مهاجر ومحكوم على بعضهم بالإعدام وابتلي بعضهم كشيخنا فوزي السعيد بالسجن وخرج مؤخرًا وهو ممنوع كغيره من أي نشاط دعوي. وتمتاز سلفية القاهرة بعدم وجود رؤية للعمل أو التغيير إلا ما يراه الإخوان واتضح ذلك فترة ما بعد الثورة وحتى اليوم. ويبقى مشايخ الجبهة السلفية والتيار الإسلامي الحر أو العام الذي أسسه رفاعي سرور، هم صوت الحق الصادع ولولا المنع والتغييب والسجون والمعتقلات لرأى النظام منهم ما يحذر وهم مستمرون في طريق في التغيير الثوري الساخن ورفض الظلم.
تضييق كبير على الحوينى في مصر
من جانبه، يقول أحمد يوسف، مؤسس اتحاد شباب السلف، إن هناك تضييقًا على مشايخ التيار السلفي المعارض للنظام الحالي ويأتي على رأسهم الشيخ أبو إسحاق الحويني، مشيرًا إلى أن الشيخ الحويني له مواقفه المساندة لنظام الدكتور مرسي والتي جعلت النظام الجديد يضعه في سلة المغضوب عليهم. وأضاف يوسف أن الشيخ يمر الآن بأزمة صحية فهو مريض بالسكر وهناك بتر حدث له قبل ذلك بساقه، إضافة إلى كبر سنه مع التضييق فهو يمارس الدعوة بالرغم من ظروفه الصحية الصعبة.