استهل الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، أولى حلقات برنامجه الرمضاني "طريق للحياة" الذي يذاع على قناة "إم بي سي مصر"، والذي يدور حول مبدأ العيش بالدين بالحديث عن أول مبدأ من مبادئ التعامل مع الله وهو المركزية. وعرّف المركزية بأنها بالنقطة العميقة في قلب كل إنسان والتي تحدد له أولوياته، قائلاً: "إنه حين يجمع الإنسان كل أحلامه وطموحاته ويجعلها لله، ويعمل وينجح في الحياة بقصد إرضاء الله، وحين يكون مع الله في كل أمر، وفي كل حركة وخطوة، فإنه بذلك يكون الله مركزية حياته". وأضاف أن هذا المعنى يتجسد في قوله تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، إذ اعتبر أن من الخطأ حصرها في العبادة فقط.. بل المراد منها أن مركز حياة كل إنسان هو الله.. سواء كان عملاً.. مالاً.. موهبة.. ذرية.. وأي شيء آخر، فحياته كلها لله. وأشار خالد إلى أنه لاتعارض بين "مركزية الله"، وباقي المركزيات الأخرى للإنسان، فهي تستوعبها جميعها، إذ لا مانع من أن يسعى وراء تحقيق ثروة وأموال، لكن بنية استخدامها لإرضاء الله، ولو تعارضت مع مايريده الله بأن يكون فيها حرام، فإنه سيرفضها، وقياسًا على ذلك سعيه للحصول على منصب رفيع.. لكن بنية أن يستخدمه للخير ونفع الناس. وضرب عدة أمثلة على ذلك، ومنها ما فعله سيدنا عثمان بن عفان - ثالث الخلفاء الراشدين - حين دفعته مركزيته لله إلى شراء بئر روما كي يشرب منه المسلمون، وتكفله بتجهيز جيش العسرة من ماله. وتابع: من حلاوة الإسلام أنه جمع أصلاً كل المركزيات الأخرى: المال: (نعم المال الصالح للرجل الصالح) العائلة (خيركم خيركم لأهله) المرأة (مودة ورحمة وسكن) العمل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله. ورسم خالد للمشاهدين طريق الوصول إلى هذا الهدف بأن يكتب كل واحد أحلامه وأهدافه في الحياة، ثم يربط كل حلم وهدف بنية طيبة لله يعاهد الله عليها، وأن يدعو بحلمه طوال شهر رمضان ليثبته في عقله الباطن. لكنه حذر من أن يفهم البعض ذلك بأن يترك حياته، أو أن يجعل كل كلمة بآية وحديث، أو يرفع شعار الدين على كل صغيرة وكبيرة، قائلًا: المركزية لله أن تكون مع الله في أمر وفي كل حركة وخطوة. وشدد على أن مركزية الله ليس معناها التطرف ولا البعد عن الدنيا ولكنها تكون جامعة لكل المركزيات في حياة الإنسان. شاهد الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=RbSApM8-FnA