اتفقت الخرطوموجوبا على سحب قواتهما من الحدود وذلك في ختام مباحثات أمنية وسياسية جمعت وزراء الخارجية والدفاع والداخلية من البلدين. ووقع وزيري الدفاع السوداني عوض بن عوف ونظيره الجنوب سوداني كوال مجانق مساء الأحد بالخرطوم على البيان الختامي للمباحثات والذي نص على "إصدار كلا البلدين بشكل فوري تعليمات لإعادة انتشار قواته بناء على المنطقة منزوعة السلاح". والمنطقة منزوعة السلاح منصوص عليها في اتفاق أمني وقعه البلدان ضمن بروتوكول تعاون يشمل تسع اتفاقيات برعاية أفريقية في سبتمبر / أيلول 2012. وتهدف المنطقة التي تمتد بعمق 10 كيلو متر في حدود كل من البلدين إلى وضع حد للاتهامات المتبادلة بينهما بدعم المتمردين لكنهما فشلا حتى الآن في تنفيذ اتفاقهما. وأكد وزيري الدفاع في تصريحات مقتضبة عقب توقيعهما على محضر المباحثات التزام بلديهما بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وهذه أول زيارة لوزراء من جنوب السودان إلى الخرطوم منذ تشكيل الحكومة الانتقالية في جوبا بموجب اتفاق السلام المبرم بين الرئيس سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار الذي صار نائبا أول للرئيس وفقا لنص الاتفاقية. ويتمتع مشار بعلاقات جيدة مع الخرطوم ودرجت جوبا على اتهام الحكومة السودانية بدعمه منذ بدء تمرده المسلح في ديسمبر/ كانون الأول 2013 قبل أن يطوى باتفاق السلام في أغسطس / آب الماضي. وكان تنفيذ اتفاق السلام قد تعثر حتى أبريل/ نيسان الماضي عندما وصل مشار جوبا وأدى اليمين الدستورية نائبا أول لسلفاكير ومن ثم أعلنت الحكومة الانتقالية. وتأتي زيارة الوفد الجنوب سوداني في خضم توتر أججه تجديد الخرطوم في مارس / آذار الماضي اتهامها لجوبا بدعم الحركات المتمردة عليها وتهديدها بإغلاق الحدود بين البلدين من جديد. وأعلنت الخرطوم مطلع العام الحالي فتح الحدود لأول مرة منذ انفصال البلدين في 2011 بموجب استفتاء شعبي منصوص عليه في اتفاق سلام أبرم في 2005 منهيا عقودا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. ووقتها قررت حكومة الخرطوم معاملة رعايا جنوب السودان المتواجدين في أراضيها بوصفهم "أجانب" عوضا عن قرارها معاملتهم ك"مواطنين" لدى تلقيهم مختلف خدمات الدولة من تعليم وصحة عندما لجأ الآلاف منهم إلى السودان بعد إندلاع الحرب الأهلية في بلادهم. ورغم أن قرار الحكومة نص على " التحقق من هوية الجنوبيين المقيمين بالبلاد واتخاذ الإجراءات القانونية حيال كل من لايحمل جواز سفر و تأشيرة دخول رسمية خلال أسبوع" إلا أنها لم تنفذ قرارها حتى الآن.