باسم جمال رايم ، شاب من قلب الريف المصري ، تخطي العشرين بقليل ، تزوج منذ أشهر قليلة ، كل من عرفه أحبه ، هادئ الطبع ، بشوش الوجه ، مصري حتي النخاع ، اغتالته داعش غدرا ، أنا أعرف باسم جيدا فقد كان ضمن تلاميذي يوما وقد أصبح اليوم معلما لي ولأبنائي ولكل من يعرفه من قريته والمحيطين به ، أعرفه شهما فتيا قويا ، لو لم تغدر به شياطين داعش ، لو لم تأته غيلة وغدرا ، لو قابلوه وجها لوجه ، أعرف باسم كان سينتقم لكل شهيد أسقطته يد خستهم ، ولكنهم غدروا به فارتقي ليلحق بقوافل الشهداء، أرتقي باسموهو يدافع أرضه ، ومن يعرف قيمة الأرض مثل باسم ، فقد علمه أبوه وجده أن الأرض عرض ، علموه كيف يسقي أرضه من العرق النازف من جبينه ، علموه كيف يرعاها ويحبها ويعشقها ، علموه أن الدماء هي الثمن للحفاظ علي الأرض من العوادي ، ولم يبخل باسم فقد أعطي الأرض أغلي ما يملك أعطي الأرض دمائه وحياته وروحه ، لا تحزن يا باسم إن رأيتنا نبكيك ، فعلي مثلك تبكي البواكي ، علي مثلك تبكي الرجال ، لا تحزن إن رأيت العيون تنزف عليك دما ، فقد كنا نؤمل فيك أن تثأر من شياطين الغدر والخسة ، كنت دوما عند حسن الظن بك مقاتلا شجاعا مقداما ، رحلت لتكون ملئ السمع والبصر ولتكون راية للشباب بعدك ، رحلت لتعلمنا أن الإرهاب القذر لا دين له ، رحلت لتزيدنا إصرارا علي اجتثاث الظلام والتخلف والرجعية والإرهاب من كل شبر في مصر كلٌ بطريقته ، سأذكر دوما لتلاميذي أن هذه المقاعد كان يجلس عليها باسم ، هذه الطرقات هذه الفصول كان يتجول فيها البطل الشهيد ، سأقول لهم أنك بذلت دمك ليعيشوا أمنين ، سأقول لهم أنك ضحيت بحياتك لتحفظ لهم وطنهم ، سأقول لهم أنك أديت ووفيت ، ستعيش دوما في وجداننا ، ستعيش دوما في قلوب أبنائنا ، لن نفتر يا شهيد حتي يزول الظلام ويندحر الإرهاب الأسود ، فارقد بسلام .. والسلام