قالت إيفون خاماتي، رئيسة اللجنة الفنية بهيئة الدبلوماسيين الأفارقة التابعة للاتحاد الأفريقي، إن وصف رئيس الوفد المصري، ممثلي وفود أفريقية ب"الكلاب والعبيد" رأي شخصي، ولكن يظهر انعدام الولاء المصري تجاه أفريقيا. وأضافت خاماتي، للنافذة المسائية على قناة "الجزيرة مباشر"، أمس الثلاثاء، أن "أفريقيا فقدت الثقة والإيمان في رئاسة المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة، ولا نعتقد أن لديها مكانة أخلاقية لتمثيل مصلحة أفريقيا في أي مفاوضات". جاء ذلك بعد وصف رئيس الوفد المصري، ممثلي وفود أفريقية ب"الكلاب والعبيد"؛ في الدورة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة التي أُقيمت في كينيا. واستكملت رئيسة اللجنة الفنية بهيئة الدبلوماسيين الأفارقة حديثها قائلة: "ناقشنا هذا الموضوع مع الجهات الدبلوماسية بشأن المسئول المصري الذي وصف أفريقيا ببعض العبارات المهينة". وتابعت: "ما قاله رئيس الوفد المصري يمثل رأيه بشكل شخصي ولم يكن تعبيرا عن موقف الوفد؛ لكنه أثار غضب اللجنة الأفريقية". وأضافت أنها تقدمت بمذكرة رسمية تطالب فيها مصر بالاعتذار عن ما اعتبرته "سوء سلوك" من رئيس الوفد. وألمحت إلى أن "علاقتنا جيدة مع مصر، وكان الوفد الكيني خلال الدورة يعمل مع الوفد المصري، الذي لم يظهر أي عدم احترام لباقي الوفود الإفريقية، حتى جاء هذا المسئول بتصريحه المرفوض". واستطردت: "لدينا عدد من ممثلي بعض الدول الأعضاء كانوا موجودين حينما قال المسئول المصري عباراته المرفوضة.. سنتعامل مع هذا الموضوع في إطار السلك الدبلوماسي الأفريقي". وكانت خاماتي تقدمت بمذكرة قالت فيها، إن رئيس الوفد المصري وصف ممثلي وفود أفريقية خلال الدورة ب"الكلاب والعبيد". وقالت خاماتي، في المذكرة، "أود أن أطلعكم على السلوك المصري غير الدبلوماسي وغير المسئول، وغير المتحضر، والذي يحمل سبابًا أثناء فعاليات الدورة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة، ففي أثناء الجلسة الختامية جرى تمرير 24 قرارًا من خلال الدول الأعضاء، وهو ما شكل انتصارًا لمعظم الدول لاسيما البلدان الأفريقية". وأضافت "حدثت انقسامات بسبب عدم تمرير قرار بشأن غزة؛ بعد ظهور مشاكل إجرائية تتمثل في نقص النصاب القانوني اللازم للتصويت جراء مغادرة معظم الوفود، ونتيجة لذلك تشاورت بعض الوفود الأفريقية مع وفد المغرب، باعتباره يشغل مقعد جامعة الدول العربية، ووفد مصر من أجل عدم إبطال القرارات التي جرى تمريرها قبل ظهور مسألة النصاب القانوني". وتابعت: "خلال المشاورات، رفض رئيس الوفد المصري، والرئيس الحالي للمؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة مخاوفنا، قائلا إنهم سيتحدثون من منطلق السيادة، واصفًا دول جنوب الصحراء بأنهم كلاب وعبيد، مستخدمًا اللغة العربية في ذلك". ووجهت إيفون خاماتي، المذكرة إلى مسئولين أفارقة، بينهم السفير كيليبرت نكوماني، رئيس هيئة الدبلوماسيين الأفارقة. وقالت خاماتي إن التصريحات المصرية "تظهر انعدام الولاء المصري تجاه أفريقيا". وأوصت إيفون خاماتي، بأن "تقدم مصر، على أعلى مستوى، اعتذارًا بلا تحفظ إلى أفريقيا عن تلك الألفاظ التي تفوه بها رئيس المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة، والاستقالة الفورية من رئاسة المؤتمر وتفعيل ذلك فورًا". كما أوصت بأن "يتعين أيضًا ألا تتفاوض مصر أو تضطلع بأي منصب قيادي تنوب فيه عن أفريقيا". كما طالبت بطرح القضية أمام "لجنة التمثيل الدائم"، في مقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ونيويورك وفيينا، وجنيف، ثم لاحقا أمام رؤساء قمة المجموعة الأفريقية المقرر إقامتها في كيغالي، برواندا في يوليو 2016. من ناحية أخرى، رفضت وزارة الخارجية، برئاسة سامح شكري، في بيان لها أمس، الثلاثاء، ما قالت إنه "محاولات للتشكيك في انتماء مصر الأفريقي، ودفاعها عن قضايا القارة". وأضافت الخارجية في بيانها، أنها فتحت تحقيقًا فوريًا لمعرفة حقيقة ما حدث. وقالت "إنها تؤكد أن ما يتوفر لدى وزارة الخارجية من معلومات حتى الآن ينفي تمامًا صدور تلك العبارات من ممثل مصر خلال اجتماع المجموعة الأفريقية المشار إليه". وتابع البيان: "وفي كافة الأحوال، فإنه ليس من المقبول أبدًا الوقوع في خطأ التعميم وتوجيه اتهامات واهية إلى الدولة المصرية وشعب مصر تشكك في انتمائهما الأفريقي، وفي قدرة مصر على الاضطلاع بمسئولياتها في التعبير عن المصالح الأفريقية". وأشارت الخارجية إلى أن منسقة مجموعة الخبراء الأفارقة في نيروبي، تجاوزت صلاحياتها.