رفض بيان وزارة الخارجية المصرية ما قال عنه محاولات التشكيك في انتماء مصر الافريقي ودفاعها الدائم عن قضايا القارة، رغم ما قدمته وما تزال تقدمه مصر من تضحيات لخدمة مصالح القارة الأفريقية التي تعتز بالانتماء إليها. وجاء البيان تعليقاً على المذكرة التي عممتها منسقة لجنة الخبراء الأفريقية لدى مؤتمر الجمعية العامة لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في نيروبي، والتي اتهمت فيها رئيس الوفد المصري بالإساءة بعبارات وألفاظ مهينة وغير مقبولة باللغة العربية ضد الدول الأفريقية المشاركة في الاجتماع، ومطالبتها باتخاذ إجراءات عقابية ضد مصر في عدد من الحافل الدولية باعتبارها لا تصلح لتمثيل الدول الأفريقية في تلك المحافل.
وأضافت وزارة الخارجية، أن سامح شكري وزير الخارجية فور علمه بتوجيه تلك المذكرة، وجه بإجراء تحقيق فوري لمعرفة حقيقة ما حدث، مؤكداً في الوقت ذاته أن ما يتوفر لدى وزارة الخارجية من معلومات حتى الان ينفى تماماً صدور تلك العبارات من ممثل مصر خلال اجتماع المجموعة الأفريقية المشار إليه.
وأوضح البيان أنه وفى كافة الأحوال، فإنه ليس من المقبول أبداَ الوقوع في خطأ التعميم وتوجيه اتهامات واهية إلى الدولة المصرية وشعب مصر تشكك في انتمائهما الافريقي، وفى قدرة مصر على الاضطلاع بمسئولياتها فى التعبير عن المصالح الأفريقية.
وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية كلفت السفارة المصرية في نيروبي بتوجيه مذكرة شديدة اللهجة إلى مجلس السفراء الأفارقة في نيروبي، على أن يتم توزيعها على كافة الدول الأفريقية والمجموعات الأفريقية في المنظمات الدولية والإقليمية، للتعبير عن رفض مصر واستهجانها لتجاوز منسقة مجموعة الخبراء الأفارقة في نيروبي لصلاحياتها، ورفض التجاوزات في مذكرتها تجاه مصر، والمطالبة بموافاة الجانب المصري بأية أدلة من واقع المضابط الرسمية لجلسة الاجتماعات المشار إليها اتصالاً بالادعاءات المنسوبة لممثل مصر، مع التأكيد في الوقت ذاته على إجراء تحقيق من جانب وزارة الخارجية في الواقعة واتخاذ الإجراء اللازم إزاءها.
كانت تقدمت إيفون خاماتي، رئيسة اللجنة الفنية بهيئة الدبلوماسيين الأفريقيين التابعة للاتحاد الأفريقي، بمذكرة رسمية بتاريخ أمس الأول الأحد تطالب فيها مصر بالاعتذار عن ما اعتبرته "سوء سلوك" أثناء الدورة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة التي أُقيمت في كينيا.
واتهمت إيفون خاماتي، في المذكرة، مسؤولا مصريا بوصف ممثلي وفود أفريقية خلال الدورة ب"الكلاب والعبيد".
وقالت "أود أن أطلعكم على السلوك المصري غير الدبلوماسي وغير المسؤول وغير المتحضر والذي يحمل سبابا أثناء فعاليات الدورة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة، ففي أثناء الجلسة الختامية جرى تمرير 24 قرارا من خلال الدول الأعضاء، وهو ما شكل انتصارا لمعظم الدول لا سيما البلدان الأفريقية"
وأضافت "حدثت انقسامات بسبب عدم تمرير قرار بشأن غزة بعد ظهور مشاكل إجرائية تتمثل في نقص النصاب القانوني اللازم للتصويت جراء مغادرة معظم الوفود، ونتيجة لذلك، تشاورت بعض الوفود الأفريقية مع الوفدين المغربي والمصري من أجل عدم إبطال القرارات التي جرى تمريرها قبل ظهور مسألة النصاب القانوني".
وتابعت "خلال المشاورات، رفض رئيس الوفد المصري والرئيس الحالي للمؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة مخاوفنا، قائلا إنهم سيتحدثون من منطلق السيادة، واصفا دول جنوب الصحراء (أفريقيا السوداء) بأنهم كلاب وعبيد، مستخدما اللغة العربية في إطلاق ذلك".