أعلنت الاثنين الماضى جوائز الدولة التشجيعية، والتفوق، والتقديرية ومبارك، وأسفرت عن فوز الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى بجائزة مبارك فى الآداب، والفنان مصطفى حسين رسام الكاريكاتير بجائزة مبارك فى الفنون، كما نال جائزة التفوق فى الآداب الناقد البارز فاروق عبدالقادر الذى توفى فى اليوم التالى لإعلان الجوائز والناقد مصطفى الضمرانى، وفاز بالجائزة التقديرية فى الآداب كل من أستاذ الأدب العبرى إبراهيم البحراوى والشاعر نصار عبدالله وأستاذ علم اللغة عبده الراجحى وفى الفنون كل من أستاذ التخطيط العمرانى محسن زهران ومخرج، المسرح أحمد زكى وسمير العصفورى. وذهبت جائزة الدولة التشجيعية للناقد حسام عقل، وفى الرواية فاز الروائى طارق إمام، وفى مجال الطفل فى الموروث الشعبى فاز بها الشاعر والباحث مسعود شومان وذهبت جائزة الدولة التشجيعية فى القصة المكتوبة للأطفال إلى الأديب الراحل، فريد معوض. وعبر الشاعر عبدالرحمن الأبنودى، عن امتنانه للفوز بالجائزة وقال ل«المصرى اليوم»: عندما يستقر رأى المثقفين على اختيارك لمنحك هذه الجائزة، فهذا أمر يطمئن الإنسان على المسيرة التى قطعناها وحملناها على كاهلنا، للتعبير عن الأمة المصرية والعربية، آلامها وطموحاتها، ولم نغفل أيضا التعبير عن طموح الفقراء، كما خضنا الكثير من المعارك. هذا الاختيار هون علينا مشقة المسيرة ومتاعبها وشقاءها وسجنها، وهو احتفاء يعبر عن محبة الناس عبدالرحمن الأبنودى فى مصر وفى العالم العربى، وهو فى حد ذاته أمر أسعدنى للغاية. وكان اللافت للنظر، حصول فريد معوض على جائزة الدولة التشجيعية بعد وفاته بشهور، الأمر الذى علق عليه الكاتب ربيع عقب الباب قائلا: جاءت الجائزة متأخرة جدًا، كنت أتمنى أن يراها فى حياته، فهو بالفعل يستحقها عن جدارة، لكن يا خسارة تقدير الدولة دائما يأتى متأخرًا. وأضاف «عقب الباب»: أثرى معوض المكتبة العربية بتجارب عديدة ومهمة، وكان له تأثيره المهم على الطفل العربى بشكل عام، والمصرى بشكل خاص. ويتفق مع عقب الباب الروائى يوسف القعيد الذى قال: كنت أعرف «معوض» جيدًا فى حياته، وهو أمر مأساوى أن يحصل على هذه الجائزة بعد موته، لكنها للأسف سمة من سمات الشرق، الذى يرفع شعار «لا كرامة لأحد فى وطنه ولا كرامة لأحد فى حياته». واستطرد: نفس الأمر تكرر مع عبده الراجحى، الذى حصل على جائزة الدولة التقديرية، ونفس الأمر بالنسبة للناقد الكبير فاروق عبدالقادر الذى توفى بعد يوم واحد فقط من إعلان فوزه بالجائزة. فى النهاية أقول نحن حضارة قامت على مقاومة الفناء مرة بالأهرامات وأخرى بالجوائز. وأبدى الروائى قاسم مسعد عليوة سعادته ببعض الأسماء التى فازت بجوائز الدولة التشجيعية والتقديرية، قائلا: الحقيقة أننى شخصيا سعيد بفوز بعض الأسماء بجوائز الدولة مثل الشاعر مسعود شومان، والمرحوم فريد معوض، وإبراهيم البحراوى، والمخرج المسرحى سمير العصفورى. وأضاف: المفروض أن جوائز الدولة التشجيعية بالذات تذهب للأحياء، لأنها جائزة أنشئت من أجل تشجيعهم وحثهم على مزيد من الإبداع، وهو كان يستحقها وهو حي، أما أن تذهب الجائزة لمتوفين، أو مبدعين يمرون بظروف مرضية صعبة مثل الناقد الكبير فاروق عبد القادر الذى مات بالفعل بعد فوزه، فهذا أمر حميد لكننى أتمنى أن يكون استثنائيا، ففاروق عبد القادر على وجه الخصوص كان يستحق هذه الجائزة منذ سنوات وسنوات. وليس عيبا أن تذهب الجائزة لمبدعين توفوا وإنما يجب أن تظل مسألة استثنائية ولا تتسع أكثر من ذلك لأن سمة هذه الجوائز أن تحفز الأحياء أكثر على الإبداع وأن تشعرهم بشيء من التقدير لمنجزهم الإبداعى. وقال محمد عبدالحافظ أديب الأطفال: حصلت على الجائزة أسماء عديدة تستحقها فعلا، مثل الروائى الشاب طارق إمام والناقد المجتهد حسام عقل، فهما خير دليل على معنى الجائزة ويستحقان التشجيع بالفعل، بل من ضمن الفائزين أسماء كانت تستحقها منذ عشر سنين.. مثل الشاعرين الموهوبان مسعود شومان وإيهاب البشبيشى وفريد معوض. وأضاف: فريد معوض بخاصة يستحق الجائزة منذ زمن، فهو أول الحاصلين من جيلنا على جائزة سوزان مبارك فى أدب الطفل إلى جانب العديد من الجوائز العربية الشهيرة، وتحولت كل أعماله الأدبية إلى مسلسلات تليفزيونية. وأعتقد أن لجنة أدب الطفل تنبهت وأعطت فريد معوض حقه أخيرًا ولكن للأسف بعد وفاته هذا العام عن عمر يناهز 49 عاما، لكنى ومع ذلك أحييها على اختيارها المتأخر لفريد معوض بل إننى من فرط سعادتى بها أشعر وكأنى أنا من فزت بالجائزة.