ماذا يحدث عندما يتحطم الحب بين الزوجين، وتكثر بينهما الخناقات، وتصبح الحياة بينهما صعبة إن لم تكن مستحيلة؟ البشر إزاء تلك المصيبة ينقسمون إلى أقسام ثلاثة لا رابع لها!! القسم الأول يقوم بهدم منزل الزوجية على رؤوس أهله، فلا يحاول إصلاح ذات البين، بل يقول لها «أنت طالق» عند وقوع خناقة حامية!! وهكذا يتحول أبغض الحلال إلى شىء عادى فى حياة المسلمين، ويصبح سيفاً مصلتاً على المرأة! وفى المقابل نشأ نظام الخلع وكان أمراً استثنائياً فى الشريعة، فأصبح منافساً للطلاق، ومن حق حواء أن تخلع نفسها وتنهى الحياة الزوجية رغم أنف الزوج!! وهناك نوع ثان من البشر يحب إسلامنا الجميل بحق، وينعكس ذلك على سلوكه، وسيدتى الجميلة حظها حلو إذا اقترنت به، فهو إذا أحبها أكرمها، وإذا كرهها لم يُهنها، ومن فضلك أرجو أن تتأمل الجملة الأخيرة جيداً، فهو يعاملها باحترام ولطف حتى لو كانت هناك خلافات حقيقية بينهما، وهو حريص على ما جاء فى القرآن الكريم: «فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف»، فالطلاق لا يخطر على باله إلا للضرورة القصوى، فهو بالفعل أبغض الحلال إلى الله، وإذا اضطر إليه تجده «جنتلمان» يحرص على الانفصال بهدوء ولطف، ويعطى لكل ذى حق حقه، ويثبت بالفعل أنه إنسان راق فى سلوكه مقابل النوع الأول العصبى صاحب اللسان البذىء!! والنوع الثالث سيئ الحظ، فالمطلوب منه أن يعيش مع امرأته النكدية عمره كله، لأن الطلاق ممنوع! وتصور معى امرأة لا تطيق زوجها والخناقات بينهما لا تنتهى، ومع ذلك فهى غير قادرة على الخلاص منه، فالقوانين التى تحكمها تمنع ذلك!! وإزاء تلك البلوى تجد شريك العمر ينفصل بالفعل واقعياً، وتكون له حياة خاصة جديدة غير شرعية بينما زواجه على الورق فقط! وفى أوروبا وأمريكا انتشر الزواج المدنى بعيداً عن الكنيسة التى تجعل الطلاق مستحيلاً! وهناك يرفض الإنسان أن يلقى العذاب فى حياته الخاصة باسم السماء! وعندما تضطرب الأمور إلى هذا الحد تصل إلى نتائج لا تخطر على بال أحد أبداً، وصدق أو لا تصدق: فى أمريكا يضع العريس شروط طلاقه فى وثيقة زواجه!! فالقوانين ببلاد العم سام تقصم ظهر الرجل إذا قرر الانفصال عن امرأته، وتعطى لمطلقته نصف ثروته باسم حقوق المرأة، وهذا أمر غير منطقى بكل المقاييس! ولذلك فآدم الأمريكانى يفضل العلاقات غير الشرعية مع حواء ليكون حراً فى النهاية بعيداً عن الكنيسة والقوانين المدنية التى تقف ضده، وإذا اضطر للزواج فإنه يتخذ التدابير المناسبة ويأخذ حذره، فلا يكون مغفلاً باسم الحب! بل يتفق مع عروسه التى يحبها على حقوقها عند طلاقها، حتى لا تستولى على نصف ثروته وهى تطرده من حياته، وهكذا يتأكد لك أن ما يجرى هناك «عك فى عك»! وتذكرت الحكمة التى تقول: ليس كل ما يلمع ذهباً، فالتقدم المذهل الذى نراه فى أمريكا وأوروبا يقابله أيضاً تدهور أخلاقى وإنسانى رهيب!