3 أعوام من الحصار عام ونصف العام على صمت المدافع، 18 شهراً من الألم دون انكسار والحلم رغم الحصار.. والرغبة فى الحياة وسط الدمار وذكريات الخراب، التى خلفتها الآلة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.. سقط من سقط وجرح من جرح وتساوت الأبنية بتراب اختلط بدماء القتلى والجرحى.. وبقى «الغزاوية» عزلا إلا من الإيمان بقضيتهم.. مطلقى السراح فى سجن دون قضبان.. جوعى دون تنازل أو استسلام.. حناجر محشوة بالرفض.. وقلوبا مدرعة بالكبرياء.. وأحلاما صنعت من الإيمان أجنحة تحلق فى سماء أمطرتها بالأمس طائرات تل أبيب، التى ما إن توقف قصفها، حتى بدأت دماء ضحاياها وأشلاء مصابيها تصنع من المأساة جسراً يتحدى المستحيل.. وتحولت أنقاض البيوت التى سقطت على أهلها إلى لبنات بيوت جديدة لا تخشى غارة جديدة.. بداخلها أطفال يحلمون بأن يجرى العمر كما جرت دماء الشهداء.. يعلنون الحرية ويلعنون الحصار ويكفنون الأحزان بأحزان جديدة تهون فى سبيل فلسطين.. هنا غزة.. هنا مدينة استوائية الأحزان ملحمية الجراح أسطورية الأحلام.. راحت الأنقاض وزينت البيوت وقُرئت الفاتحة على أرواح الشهداء وتواصلت الدعوات بخروج الأسرى سالمين والمصابين معافين والاحتلال.. إلى غير رجعة.. هنا صيحات أطفال يلهون وصراخ عجائز يجتررن أحزانهن فى صمت وكبرياء.. على من مات شهيداً وسقط مصاباً واعتقل آسراً خلف قضبان ضجت بالوحشية التى تمارس من ورائها.. وانحنت إيمانا بوطنية شباب وفتيات فى عمر الزهور تم اعتقالهم بتهمة حب الوطن.. فلسطين.. الجرح النازف من الروح قبل الجسد.. هنا غزة.