أثارت تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «أبومازن»، التى أقر خلالها بحق اليهود فى أرض فلسطين، ضجة داخل الأراضى المحتلة، ووصفتها حركة «حماس» بأنها سقطة سياسية غير مسبوقة. ونقلت صحيفة «هاآرتس» عن عباس قوله خلال اجتماع فى واشنطن مع 30 زعيماً يهودياً من منظمات مختلفة بأنه «لن ينكر أبداً حق اليهود بالأرض». وعلق عباس فى لقاء مع عدد من الباحثين الأمريكيين بمعهد «بروكينجز» بواشنطن على تصريحاته، التى نشرتها الصحيفة الإسرائيلية أمس الأول: «قلت إن اليهود موجودون فى الشرق الأوسط منذ مئات السنوات»، مستدلا فى هذا السياق بقوله «إن ما يقرب من ثلث القرآن يتحدث عن بنى إسرائيل وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها». وفى سؤال ل«المصرى اليوم»، خلال المناقشة، حول قابلية تنفيذ المبادرة العربية التى تنص على تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل السلام والانسحاب من الأراضى المحتلة، قال عباس: «إسرائيل تستطيع خلال دقيقتين تنفيذ المبادرة بالانسحاب من الأراضى المحتلة ومن الجولان السورية وتحصل مقابله على التطبيع». مضيفا: «لكن إلى مدى ستظل المبادرة العربية على الطاولة دون رد إسرائيلى وهى الدعوة الوحيدة للسلام؟» وأجاب: «خيارنا الآخر هو الحرب ونحن لا نريد الحرب» وأضاف بشكل حاسم «إننا نريد السلام من خلال مبادرة لا لبس فيها ونتمنى أن نجد آذاناً مصغية من إسرائيل». وأكد عباس أنه مستعد للانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع نتنياهو إذا تمكن الجانبان من إيجاد أرضية مشتركة بشأن مسألتين رئيستين هما الحدود والأمن خلال الشهور ال4 المخصصة للمفاوضات غير المباشرة، التى يرعاها المبعوث الأمريكى جورج ميتشل، ثم بعد ذلك يتم الانتقال إلى قضايا المرحلة النهائية، مشترطا الوصول إلى حل ينبثق من تفاهمات مؤتمر «أنابوليس» عام 2008 للانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة. وفيما يتعلق بالضجة التى أثارتها تصريحات عباس عن حق اليهود فى أرض فلسطين، أوضح مدير دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لقناة «الجزيرة»، أن عباس قال «لا أحد ينكر أن اليهود عاشوا فى المنطقة عبر التاريخ وأن منظمة التحرير اعترفت بحق إسرائيل بالوجود وأن على إسرائيل الاعتراف بالحق الفلسطينى فى الوجود فى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية». وأدانت حركة حماس تصريح عباس، واعتبرته «سقوطاً سياسياً غير مسبوق، وتطابقاً خطيراً مع الرؤية الصهيونية لأرض فلسطين التاريخية القائمة على تهويد الأرض والمقدسات، وتأصيلاً لسياسة الإبعاد الصهيونية لشعبنا الفلسطينى». من جانب آخر ذكرت «هاآرتس» أن تل أبيب وواشنطن اتفقتا على طبيعة لجنة التحقيق الإسرائيلية التى ستقوم بالتحقيق فى الهجوم الإسرائيلى على «أسطول الحرية» والذى أسفر عن مقتل نحو 9 نشطاء وإصابة العشرات. وقالت الصحيفة إنه سيتم الإعلان رسميا عن اللجنة التى ستقوم بالتحقيق فى الحادث فى غضون يومين، فيما شددت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» على التزامها بأمن إسرائيل، وطالبت بضرورة أن يراعى إيصال المساعدات لقطاع غزة أمن تل أبيب. وفى قطاع غزة رفضت حركة حماس اقتراحا إسرائيليا يقضى برفع الحصار المفروض على قطاع غزة إذا سمحت الحركة للصليب الأحمر الدولى بالقيام بزيارات منتظمة للجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، الذى تحتفظ به الحركة أسيرا منذ 2006. وشدد إسماعيل هنية، رئيس المحكومة الفلسطينية المقالة فى غزة، على هامش زيارة الفنانين العرب لغزة، بأنهم مستعدون للتخلى عن مناصبهم فى سبيل مصالحة فلسطينية حقيقية. وعبر فى لقاء خاص مع برنامج «الحياة اليوم» على قناة «الحياة» المصرية الخاصة عن ارتياح فى غزة بعد قرار الرئيس مبارك بفتح معبر رفح لأجل غير مسمى، معتبرا ذلك رداً إيجابياً على مجزرة أسطول الحرية.