قالت شبكة «بلومبرج» الإخبارية إن مصر أكبر مستورد للقمح فى العالم تجنبت استيراد القمح الأمريكى، على خلفية ارتفاع أسعار الدولار عالميا ، فيما أكد مصدرو القمح الفرنسيون أن انخفاض أسعار اليورو مقابل الدولار ساهم فى تعزيز قدرتهم التنافسية فى المناقصات المطروحة من جانب هيئة السلع التموينية خلال الفترة الماضية وفوزهم بحصة لا بأس بها من الكميات الموردة. وذكرت «بلومبرج»، فى تقرير لها أن صادرات الولاياتالمتحدةالأمريكية ستتعرض لضغوط على خلفية المكاسب التى حققها الدولار فى أسعار الصرف العالمية ، مشيرة إلى أن كل المحاصيل التى تباع بالدولار ستصبح أكثر غلاء من نظيرتها التى يتم بيعها بعملات أخرى. ولفت التقرير إلى أن الاختلاف فى الأسعار بين القمح الأمريكى ونظيره الروسى أو الأسترالى أضعف الطلب على القمح الأمريكى والذى كانت مصر تعد إحدى الأسواق التقليدية له فى منطقة الشرق الأوسط . وحسب تقرير بلومبرج فقد خسر موردو القمح الأمريكيون 8 مناقصات أجرتها هيئة السلع التموينية مؤخرا بسبب ارتفاع الدولار أمام اليورو. وتظهر بيانات هيئة السلع التموينية أن القمح الأمريكى استحوذ على 20% من واردات مصر فى 2009 بنسبة 1.2 مليون طن من بين 6 ملايين طن قامت الهيئة باستيرادها، خلال العام الماضى. من جانبه، قال رولان جيراجيوسيان، مدير مكتب رابطة مصدرى القمح الفرنسيين فى الشرق الأوسط ، فى تصريح خاص ل«المصرى اليوم» إن انخفاض اليورو خلال الفترة الماضية ساهم بفاعلية فى زيادة القدرة التنافسية للقمح الفرنسى فى مناقصات هيئة السلع التموينية . وأظهر أحدث مناقصات هيئة السلع التموينية فوز موردى القمح الفرنسيين بحق توريد 60 ألف طن قمح فرنسى بسعر 171.7 دولار للطن و120 ألف طن قمح روسى بسعر يتراوح بين 174.7 و177 دولاراً للطن. لكن المستشار هشام رجب، مساعد وزير التجارة والصناعة، أوضح أن ارتفاع العملات ليس سببا كافيا وراء تفضيل هيئة السلع عروض استيراد قمح من دولة على حساب أخرى، مشيراً إلى أن أسعار النقل أو «النولون» تمثل المحدد الرئيسى لتنافسية العروض المقدمة لتوريد القمح للهيئة. ولفت «رجب» فى تصريح خاص ل«المصرى اليوم» إلى أن هيئة السلع التموينية تقوم بترسية المناقصات على العروض الأقل سعراً حيث نجحت الشركات الفرنسية والروسية طوال الفترة الماضية فى خطف معظم المناقصات من الموردين الأمريكان، مستفيدة من انخفاض تكاليف النقل مقابل المناشئ القريبة من مصر مثل فرنساوروسيا تحديدا والتى تتميز بانخفاض فى التكلفة. وهى النقطة التى يتفق معه فيها مدير مكتب رابطة مصدرى القمح الفرنسيين، مؤكداً أن شحن الشحنة القادمة من الموانئ الفرنسية الواقعة على المحيط الأطلنطى يستغرق 10 أيام وهى فترة منخفضة نسبيا عن الواردة من الولاياتالمتحدة. وتستغرق الشحنات القادمة من السوق الأمريكية 18 يوما للوصول إلى الموانئ المصرية، مما يرفع من تكلفة النقل بصورة ملحوظة، مقابل 5 أيام للشحنة الواردة من روسيا، حسب مصدرين للقمح للسوق المحلية. ومنذ بداية العام المالى الحالى فى يوليو 2009، اشترت الهيئة 5.1 مليون طن من القمح من أمريكا وفرنساوروسيا وألمانيا وكازاخستان وكندا من خلال مناقصات عالمية. ويقول تجار حبوب أمريكيون، إن تكلفة القمح الأمريكى تزيد على تكلفة القمح الروسى بما يتراوح بين 35 و40 دولاراً على أساس تسليم البضاعة على ظهر السفينة ، مشيرين إلى أن تكلفة شحن القمح من الولاياتالمتحدة إلى مصر تزيد فى الوقت الراهن بما يتراوح بين 10 و20 دولاراً للطن، مقارنة بشحنه من بلدان قريبة من الشرق الأوسط.