يدخل المنتخب التشيلى الملقب ب«الحمر» منافسات كأس العالم بجنوب أفريقيا وسط آمال ضعيفة فى تحقيق إنجاز كبير، على الرغم من سقوطه فى مجموعة سهلة مع إسبانيا وسويسرا وهندوراس فى المجموعة الثامنة والأخيرة من نهائيات المونديال، مما دفع البعض ليرشحها للتأهل للدور الثانى كأقصى أحلامه فى البطولة، إلا أن وجود المدرب الأرجنتينى القدير مارسيلو بييلسا الملقب ب«المجنون» دفع الجماهير التشيلية للتمسك ببارقة الأمل فى الظهور بشكل جيد يليق باسم الكرة التشيلية خصوصا بعد العروض المميزة التى قدمها منتخب «الحمر» فى تصفيات كأس العالم بمنطقة أمريكا الجنوبية واحتلاله المركز الثانى خلف البرازيل. وانتزعت تشيلى تذكرة المرور للمونديال يوم 10 أكتوبر 2009، بعد تغلبها خارج أرضها على كولومبيا 4/2، وهو الفوز الذى يعد بمثابة دليل آخر على قوة المنتخب الأحمر حتى فى المباريات البعيدة عن سانتياجو عاصمة تشيلى، التى حصدوا فيها 16 من أصل 33 نقطة، وامتلك الحمر ثانى أقوى هجوم فى التصفيات بعد تسجيلهم 32 هدفاً، وإحرازهم أكبر عدد من مرات الفوز فى تصفيات المنطقة ب10 انتصارات، بالإضافة إلى حصول هومبرتو سوازو نجم الفريق على لقب هداف التصفيات بعشرة أهداف. وتتمثل أقوى أسلحة منتخب تشيلى فى الضغط الهجومى على منافسيه، مستفيدا من مهارات لاعبيه مثل ماتياس فيرنانديز نجم سبورتنج لشبونة البرتغالى وخورخى فالديفيا لاعب العين الإماراتى، أما نقطة الضعف الأساسية فى الفريق فهى عدم إجادة لاعبيه التعامل مع الكرات العالية، خاصة أن العديد منهم لا يتمتعون بطول القامة. ويعتمد الفريق بشكل كبير على الإصرار الموجود فى لاعبين آخرين، خاصة أن الفريق يتميز بصغر سن لاعبيه، حيث يبلغ متوسط أعمار اللاعبين 23 عاماً فقط. ووجد لاعبو المنتخب التشيلى حافزاً مالياً كبيراً من الاتحاد التشيلى قبل السفر لجنوب أفريقيا بعد أن توصلوا لاتفاق يقضى بحصول الفريق على مكافآت قدرها 15.9 مليون دولار إذا ما تمكن الفريق من التتويج بلقب كأس العالم التى تنطلق بعد غد «الجمعة»، وتمكن اللاعبون من التوصل لاتفاق لا يقضى بنيلهم مكافآت عن كل دور يبلغونه فى البطولة فقط، بل عن مجموع النقاط التى يحصلون عليها فى المجموعة. وسيحصل لاعبو المنتخب على 150 ألف دولار عن كل تعادل و300 ألف دولار عن كل فوز خلال الدور الأول للبطولة، ثم على نسبة من الجائزة التى ينالها الاتحاد التشيلى وفقاً للمركز الذى يحتله الفريق بنهاية البطولة. ويمنح الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) للفريق الفائز بالمونديال 30 مليون دولار والوصيف 24 مليوناً وصاحبى المركزين الثالث والرابع 20 و18 مليون دولار على الترتيب، وتحصل الفرق التى تودع المنافسات من دور الثمانية على 14 مليون دولار، مقابل تسعة ملايين للمودعين من دور الستة عشر وثمانية ملايين للفرق التى لا تجتاز الدور الأول. ويختتم اليوم المنتخب التشيلى استعداداته للمونديال بمواجهة منتخب نيوزيلندا فى جنوب أفريقيا فى آخر مبارياته الودية قبل البطولة بعد أن خاض خمس مباريات ودية فاز فى أربع منها على حساب ترينيداد وتوباجو وزامبيا وأيرلندا الشمالية وإسرائيل. كانت أزمة قد نشبت فى صفوف المنتخب قبل السفر لجنوب أفريقيا مباشرة، بعد أن وصف رئيس تشيلى سباستيان بينييرا الأرجنتينى بييلسا المدير الفنى للفريق ب«المجنون» خلال توديعه بعثة المنتخب وهو ما اعتبره اللاعبون قلة احترام، وأوضح اللاعبون أنهم انزعجوا بسبب نطق اللقب الذى يطلق عليه، وإذا كان الرئيس أخطأ فإن ذلك أمر يخصه وعليه أن يقر به. تضاف الانتقادات الموجهة إلى قرار بينييرا باستخدام أسماء الشهرة لأعضاء المنتخب، إلى التحية الباردة التى استقبل بها بييلسا رئيس البلاد، قبل أن يخالف البروتوكول ويترك المكان بعد أن صافح الرئيس.