شهدت سوق مهرجان «كان» مكاتب من سبع دول عربية هى مصر ولبنان والأردن والإمارات وقطر وتونس والمغرب مما جعل للسينما العربية تواجداً واضحاً، رغم عدم وجود أفلام عربية فى برامج المهرجان، وخاصة مع نشر إعلانات كثيرة عن مؤسسات ومهرجانات الإمارات وقطر، وأخرى قليلة عن مؤسسات مصر. ولكن الحدث العربى الذى لفت الأنظار بقوة كان إعلان قطر إنشاء مؤسسة جديدة باسم «مؤسسة الدوحة للسينما» أو «دوحة فيلم إنستيتيوت». تجمع المؤسسة وتنظم وتطور كل أشكال الاهتمام بالسينما فى قطر، التى بدأت فى السنوات الماضية من تعليم وتثقيف ودعم للإنتاج والتوزيع ودور العرض، والعمل على تأسيس صناعة سينما وطنية، والتطلع إلى دور فاعل إقليمياً ودولياً فى نفس الوقت. ولم يكن من الغريب أن تكون الأميرة الميساء بنت حمد بن خليفة آل ثان أمير قطر هى مؤسس ورئيس المؤسسة الجديدة، فهى شخصية عصرية مثقفة درست السينما فى نيويورك، وكانت وراء تفعيل دور السينما فى بلادها. «مؤسسة الدوحة للسينما» وهى الترجمة العربية المناسبة بالإنجليزية حيث ارتبطت كلمة إنستيتيوت (معهد) بالتعليم فقط فى العربية، تجمع الاتفاق الذى وقع مع مؤسسة سينما العالم التى يرأسها سكورسيزى لترميم وحفظ الأفلام ذات القيمة الثقافية المتميزة، ومنها الفيلم المصرى القصير «الفلاح الفصيح» إخراج شادى عبدالسلام الذى عُرض فى برنامج «كلاسيكيات كان» هذا العام. والاتفاق مع مركز «ماشيا فيلم لاب» للتعليم والتدريب وترأسه فنانة السينما الهندية العالمية ميراناير. والاتفاق مع شركة ترابيكا التى يرأسها روبرت دى نيرو وتنظم مهرجان ترابيكا فى نيويورك لتنظيم مهرجان الدوحة ترابيكا الذى عقد دورته الأولى فى العام الماضى. والجديد مع إنشاء المؤسسة الجديدة إنشاء «سينماتيك» عربى ودولى وهو ما لا يتوفر فى أى دولة عربية أخرى بما فى ذلك مصر صاحبة التاريخ الطويل فى السينما. والجديد أيضاً الإعلان عن دعم عشرة أفلام عربية كل سنة، وإنشاء مسابقة للأفلام العربية وصناع السينما العرب فى مهرجان الدوحة ترابيكا الثانى (26 - 30 أكتوبر 2010) تمنح فيها لجنة التحكيم جائزة لأحسن فيلم (100 ألف دولار أمريكى) ومثلها لأحسن صانع أفلام عربى إلى جانب جائزة الجمهور لأحسن فيلم روائى (100 ألف دولار) ومثلها لأحسن فيلم تسجيلى. وكانت جوائز الدورة الأولى جائزة الجمهور لأحسن فيلم أجنبى (50 ألف دولار) ومثلها لأحسن فيلم عربى، وفاز بها «المر والرمان» إخراج نجوى نجار. [email protected]