أن تعيش فى حى هادئ فهذا حلم، وأن تبصر عيناك كل صباح مشهداً جميلاً فى حديقة أو جزءا من النيل فهذا حلم آخر قد يتطلب تحقيقه مليوناً أو 2 مليون جنيه، لكن إذا كان تحقيق حلمك فى سكن مرفَه وخاص يتطلب 43 مليون جنيه تقريباً، فهذا ليس حلماً بل واقعاً تجسد فى إعلان صغير بإحدى الصحف عن فيلا ب 7.5 مليون دولار. إعلان مثل هذا لابد أن يخطف الأنظار بمجرد قراءته، ولابد أن تزيد الدهشة إذا علمت أن مساحة الفيلا 1300 متر فقط، أى أن سعر المتر حوالى 33 ألف جنيه، ويثور التساؤل حول عدد القادرين على تملك هذا النوع من الفيلات، وعما إذا كان هذا النوع من الإسكان الفاخر جداً تراجع مع الأزمة المالية أم لا. الفيلا محل التساؤل والدهشة تقع فى «كومباوند ميراج سيتى» الذى يقع بالقرب من التجمع الخامس، ويتميز «الكومباوند» مثل غيره من أماكن السكن الخاص والفاخر، بوجود مساحات خضراء كبيرة وعدد من البحيرات الصناعية، ومهابط الطائرات الخاصة، لذا فليس من الغريب أن يكون سكانه من كبار رجال الدولة، أو الفنانين مثل المطربة سميرة سعيد، وكذلك رجال وسيدات الأعمال، ومنهم سيدة الأعمال لولا زقلمة. أول ما تبادر إلى أذهاننا هو الاتصال بصاحب الوحدة لسؤاله لماذا 7.5 مليون دولار، فقال إن الفيلا تقع فى منطقة يسكنها ال«vip»، كما أنها تطل على ملاعب الجولف، والبحيرات الصناعية، بالإضافة إلى أن سعر الأرض فى المنطقة مرتفع، وعما إذا كانت هناك اشتراطات خاصة فيمن يتملك فى تلك المنطقة، قال: «التملك متاح لأى شخص لكن ما أعرفه أنه يتم التحرى من قبل جهات أمنية عن الشخص، وتحديداً فى المناطق التى يسكنها مسؤلون ورجال ذوو حيثية فى الدولة». وقالت سيدة الأعمال لولا زقلمة عن سبب اختيارها السكن فى «ميراج سيتى»: «كنت من أوائل الذين اشتروا هناك من حوالى 13 سنة، وكانت صحراء وأخذتها بالصدفة، لأننى كنت أريد شراء مسكن جديد، وحجزت الوحدة بعد رؤية الماكيت فقط ودفعت ثمنها على أقساط وكانت وقتها أرخص، لكن حالياً السعر مرتفع لكنه لا يقل عن باقى المناطق المجاورة له التى تتمتع بنفس الخصائص، وهذا يرجع إلى أن المنطقة أصبحت حيوية أكثر بسبب الجامعات التى أنشئت، والكبارى المقرر إنشاؤها، ورغم عدم وجود الخدمات العادية مثل الصيدليات، والنوادى، والمدارس، والسوبر ماركت، فإننى لا أواجه مشكلة، لأننى بطبيعة عملى أنزل البلد يوميا وأقضى احتياجاتى منها، لكننى سعيدة جدا بالحياة هناك لما فيها من هدوء وجمال». وبرر الدكتور إبراهيم عبدالله، أستاذ التمويل فى الجامعة الأمريكية، ارتفاع أسعار الإسكان الفاخر، بقوله إن هذا النوع له ضوابط تطبق عندما تكون هناك سيولة واستقرار، لكن فى ظل الأزمات المالية المتكررة لا يوجد استقرار يسمح بأن يرتفع السعر إلى هذه الدرجة، بينما يرتفع فى الظروف المستقرة، لأن هذه الوحدات لها اشتراطات ومواصفات خاصة تحددها وزارة الإسكان، كأن تضم ملاعب جولف وبحيرات صناعية ومهابط طائرات واسطبلات خيل، وغيرها من المواصفات. وأضاف عبدالله أنه فى ظروف الكساد، فإن ارتفاع الأسعار يكون نوعاً من «التسقيع»، أى دعاية غير مباشرة للمنطقة، وفى الغالب يكون المالك واحد، ويعرض أسعاراً مرتفعة لرغبته فى رفع الأسعار فى المنطقة حتى يحقق مكسباً فى الوحدات الأخرى التى يملكها.