تهاوت أحلام المعاقين بعد أن اختلطت دماء المتضامنين فى «أسطول الحرية» بمياه البحر المتوسط، على بعد مئات الكيلو مترات عن شواطئ قطاع غزة المحاصر، فالعربات الكهربائية التى كانوا ينتظرون وصولها مع سفن كسر الحصار باتت فى قبضة الاحتلال الإسرائيلى الذى تسبب فى إعاقتهم مرتين، الأولى عندما استهدفهم بصواريخه خلال «عدوان» الرصاص المصبوب، والثانية بعد أن قضى على أحلامهم فى الخروج من منازلهم. المعاقون فى قطاع غزة كانوا أكثر الشرائح المتضررة من تعثر «أسطول الحرية» فى الوصول إلى غزة، إذ كان المئات منهم ينتظرون اللحظة التى يتسلمون فيها عربة تمكنهم من التنقل والحركة، ليتمكنوا من الانطلاق فى حياتهم من جديد، كجزء من إفشال مخططات إسرائيل الهادفة إلى إعاقتهم نفسياً بعد أن أعاقتهم جسدياً. ويعكس المعاق الفلسطينى لؤى أبوعبدو «27 سنة» صورة الحزن الذى خيّم على الآلاف من أقرانه بعد أن عرفوا باعتداء البحرية الإسرائيلية على سفن كسر الحصار، إذ عمدوا إلى الاعتصام فى ميناء غزة البحرى ليومين متتاليين متنقلين بعرباتهم المهترئة، ليوصلوا تساؤلهم إلى العالم الذى يدّعى الحرية: «ألا نستحق حتى كراسى متحركة لنستطيع التغلب على إعاقتنا؟». وقال لؤى: «أنا كغيرى من المعاقين، كنت أنتظر بفارغ الصبر هذا الأسطول على أمل أن أحصل على عربة كهربائية، لأستطيع مواصلة حياتى، لكن قدر الله وما شاء فعل». من جانبه قال وزير الشؤون الاجتماعية فى الحكومة المقالة بغزة أحمد الكرد، إن الاعتداء على «أسطول الحرية» هز مشاعر الفلسطينيين إلى أبعد مدى. وفى ميناء غزة الوحيد توافد المواطنون إلى بيت العزاء، الذى أقيم لتقبل العزاء فى أرواح المتضامنين الذين سقطوا ضحايا الاعتداءات، إذ سادت حالة من الوجوم والغضب على وجوه الجميع. وقال وكيل وزارة الخارجية فى الحكومة المقالة الدكتور أحمد يوسف: «إن الاحتلال تجاوز حدود المعقول فى هذه الجريمة المرفوضة ليس فلسطينياً فحسب، ولكن من كل دول العالم». جدير بالذكر أن سفن «أسطول الحرية» كانت تحمل حوالى 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية التى يحتاجها المحاصرون فى قطاع غزة، من بينها 500 عربة كهربائية للمعاقين، و100 منزل متنقل، وآلاف الأطنان من الأسمنت والحديد والمستلزمات الطبية.