فوزية سعد مرزوق، ربة منزل، من مدينة المنصورة، لم تكن تعلم أن خناقة بينها وبين إحدى جاراتها ستحول حياتها إلى جحيم يجعلها تتمنى الموت فى كل لحظة، لأنها تسببت فى ضياع مستقبل ابنها الوحيد. تحكى فوزية مأساتها قائلة: «كنا أسعد أسرة فى الدنيا، زوجى ميسور وليس لدينا سوى ابنى محمد البالغ من العمر 20 عاماً ويشهد له الجميع بالأخلاق وحسن السلوك، لكن لسوء الحظ حدثت مشاجرة بينى وبين جارتى، بعد أن اصطدمت سيارتها بسيارة ابنى وتسببت فى كسر فانوس سيارته، وقتها ذهبت إليها لمعاتبتها وتطور العتاب إلى شجار، وفوجئت بها تقول لى: (انت بتكلمينى كده ليه.. أنا هدفعك تمنها مخالفات)». استيقظت على صوت تليفون يخبرنى بأن ابنى محمد قبض عليه فى طريق طلخا السريع، لم أشعر بنفسى إلا وأنا فى قسم شرطة مركز طلخا، لأجد ابنى مقيداً بالكلابشات، واستنجدت بجارى المحامى، وعندما جاء إلى القسم وجد كل شىء تم تجهيزه، فالمحضر تم تحريره بتهمة إحراز حشيش ومقاومة سلطات.. تمنيت الموت فى كل لحظة لأننى تسببت فى ضياع ابنى الوحيد، وبعد أن أفقت من الصدمة وسألت عن جارتى ومن تكون، عرفت أنها خالة الضابط الذى قام بالحملة.. هنا فهمت معنى كلامها». أضافت فوزية: «ذهبت إلى خال الضابط وهو رجل أعمال مشهور فى المنصورة.. ركعت لأقبل قدميه فقال لى: عشان تحرّمى ترفعى صوتك على اللى أعلى منك». أربعة أشهر قضاها محمد فى الحبس على ذمة القضية، وفى يوم 27 مارس الماضى حكمت المحكمة ببراءته من التهمة المنسوبة إليه.. وفى الصباح الباكر ذهبت الأم إلى قسم الشرطة لرؤيته، لكنها فوجئت بأمين شرطة يخبرها بصدور أمر اعتقال لابنها وترحيله إلى سجن «برج العرب»، لذا تناشد الأم وزير الداخلية التدخل لرفع الظلم عن ابنها الوحيد. أحمد الغندور، المحامى، أكد أنه كان من المفروض أن يعلم المتهم بصدور أمر اعتقال له، مشيراً إلى أن قضية تعديه على الضابط قيدت جنحة ضرب عادية، فلماذا يصدر أمر اعتقال له؟!