لم يكن مهما أن أعرف كيف أو لماذا تقدم اللورد تريسمان، رئيس اتحاد الكرة الإنجليزى، باستقالته أمس الأول.. ولكن كان وسيبقى من الضرورى.. قبل أن أموت.. أن أشهد أى رئيس لاتحاد الكرة فى مصر يتقدم باستقالته.. فهم هناك يستقيلون حين يخطئون لكنهم عندنا هم باقون طالما لم يصدر قرار بالحل أو حكم قضائى يستحيل معه بقاؤهم.. وحتى لا أكون ظالما أو متجنيا.. دعونى معكم وأمامكم أعقد مقارنة سريعة.. فاللورد تريسمان استقال لأنه كان يجلس مع أحدهم فى لندن، جلسة خاصة وليست رسمية، وفى تلك الجلسة تحدث الرئيس الإنجليزى الوقور عن إسبانياوروسيا وأنهما دولتان متآمرتان ليس لديهما أى نزاهة أو شرف، وأنه يعرف أو يتوقع اتفاقا بينهما تقوم روسيا بمقتضاه بدفع أموال ضخمة كرشاوى لحكام نهائيات كأس العالم الذين سيديرون مباريات إسبانيا، وفى مقابل ذلك ستتنازل إسبانيالروسيا فى سباق استضافة نهائيات كأس العالم 2018.. وخرج هذا الشخص من تلك الجلسة ومعه تسجيل كامل للحوار أهداه أو باعه لجريدة «الديلى ميل» التى لم تتردد بدورها فى نشره كاملا.. فكانت فضيحة مدوية وصاخبة.. لكن تريسمان لم يتهرب، لم يقل إن هذا ليس صوته، لم يقل إنها كانت جلسة خاصة لا علاقة لها بوظيفته كرئيس للاتحاد الإنجليزى أو رئيس لملف إنجلترا 2018.. واجه الرجل الحقيقة بشجاعة واحترام للناس.. فاعترف بالخطأ واعتذر عنه، ثم تقدم باستقالته من رئاسة الملف دون حكم قضائى أو أى ضغوط سياسية، ولكن لأن وجوده بات يعنى خروج إنجلترا مبكراً من سباق 2018.. وبعد يوم واحد فقط، اضطر أيضاً للاستقالة من رئاسة الاتحاد الإنجليزى مع قيام الحكومة الإنجليزية بتوجيه اعتذار رسمى لكل من إسبانياوروسيا والفيفا.. وجمع تريسمان حاجياته وملفاته ورحل فى هدوء، بينما فى مصر لا أحد يترك المقعد ويرحل، فبعد فضيحة صفر المونديال لم يتقدم أى أحد باستقالته، وبعد كوارث تحكيمية وإدارية ومالية لا أحد فكر حتى فى الرحيل، بل إن اللواء حرب الدهشورى مع تقديرى واحترامى الشخصى له نسى نفسه حين هاجم سمير زاهر واتحاده الحالى واتهمهما بالضعف والفشل واسترجع بعضاً من ذكرياته فقال إنه اتفق يوم كان رئيساً مع لجنة الحكام على إسناد إدارة مباراة الأهلى والزمالك لجمال الغندور لكن اللجنة من خلف ظهره اختارت قدرى عبدالعظيم فانسحب الزمالك وكانت أزمة انتهت بقرار حل اتحاد الكرة دون أن يفكر اللواء فى الاستقالة لأنه أصدر أمرا أو اختياراً لم يحترمه أحد فى الاتحاد الذى يترأسه، كذلك لم يفكر سمير زاهر فى الاستقالة بعد فضيحة ريعو، أو فضيحة التعاقد بين جدو والاتحاد السكندرى وكوارث لجنة شؤون اللاعبين، لا زاهر ولا هانى أبوريدة ولا حازم الهوارى ولا مجدى عبدالغنى رغم أن كلا منهم واجه أكثر من موقف وأزمة كان لابد أن تنتهى باستقالته على الأقل من باب احترامه لنا. [email protected]