كانت الشاعرة الكبيرة ملك عبدالعزيز تلميذته فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول، ثم تزوجته فى مارس 1941، وعقب رحيله فى مثل هذا اليوم 19 مايو 1965 قامت بجمع كتبه ومقالاته، وسلمت هذه الحصيلة لصديق مسيرته الفكرية الدكتور لويس عوض، الذى كتب مقالين فى الأهرام عنهُ منذ صداقته له فى 1937 إلى وفاته، ثم عاودت ملك الكرة وسلمت نسخة أخرى لمجلة «الطليعة» التى أصدرت فى مايو 1966 ملفاً عنه، أما عن سيرة الدكتور مندور فهو مولود فى كفر مندور مركز منيا القمح بالشرقية فى 1907، وتعلم فى كتاب الشيخ عطوة ثم حصل على الابتدائية من مدرسة الألفى بمنيا القمح، والبكالوريا 1925 من مدرسة طنطا الثانوية، وليسانس الآداب سنة 1929، وليسانس الحقوق عام 1930، وسافر فى بعثة إلى باريس سنة 1930، حيث حصل على شهادات فى اللغة اليونانية وأدابها وشهادة فى الأدب الفرنسى، وشهادة فى فقه اللغة الفرنسية، ويحدث ما يوقفه عن البعثة عام 1936، ويتوسط له أحمد لطفى السيد لدى مكرم عبيد الذى أعاده للبعثة بسبب موقفه الوطنى فى باريس دفاعا عن حق مصر فى إلغاء الامتيازات الأجنبية، ويعود مندور من بعثته دون أن يحصل على الدكتوراه، وغضب منه وعليه الدكتور طه حسين وأبى عليه أن يقوم بالتدريس فى قسم اللغة العربية، ولكن أحمد أمين هيأ له الترجمة من الفرنسية إلى العربية، وفى العام الجامعى 1940-1941 أخذ جدولاً فى معهد الصحافة لتدريس اللغة الفرنسية والترجمة من الفرنسية إلى العربية وفى سنة 1942، عينه الدكتور طه حسين عضواً فى هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية وكانت جامعة ناشئة فعكف فى القاهرة على أطروحته (النقد المنهجى عند العرب) تحت إشراف أحمد أمين وأنجزها فى تسعة أشهر، وحصل بها على الدكتوراه فى 1943، وقدم استقالته وعمل بالصحافة فى جريدة المصرى سنة 1944، ولم يلبث أن تركها إلى جريدة الوفد وحين كان الصراع السياسى محتدماً فى تلك الأيام بين الوفد واليسار واليمين والإخوان كان لمندور قناعاته فقد كان مؤمنا بالديمقراطية، وبدرجة من تدخل الدولة فى الاقتصاد والحرص على الدين وعلى الملكية الخاصة، والعدل الاجتماعى مما يشكل فى مجموعه ديمقراطية اشتراكية أو ديمقراطية اجتماعية على حد تعبيره، وبهذه الأسلحة خاض مندور الحياة السياسية من باب الصحافة.