لا يبدو العنوان غريباً، ولا عصياً على الفهم.. فالمعنى واضح، وهو يعكس طبيعة الأزمة بين مصر وقطر.. ومن الجائز أن يقول البعض: قطر إيه دى؟.. تمشى بأستيكة وللا تقف بالسلاح.. دعونى أسجل أن بيع هارودز للشركة القابضة القطرية لم يأت اعتباطاً، كما أنه ليس مصادفة على الإطلاق.. هناك أشياء سوف تكشفها الأيام فى هذه الصفقة، التى احتفظت بسرية شديدة حتى تمت فى هدوء! ولو شاء الفايد أن يطلب 2 مليار جنيه استرلينى، لأعطوه وقبلوا يديه مقابل أن يحصلوا على هارودز، ليرفعوا العلم القطرى، وينزل العلم المصرى.. وهى فكرة الإزاحة التى تمارسها قطر فى مواجهة مصر، فى إطار لعبة ثنائية، أطلقت عليها من قبل، أنها تشبه لعبة الكارتون الشهيرة توم وجيرى.. واليوم ينتقل مسرح الأحداث بين توم وجيرى إلى لندن.. وهى ملاحقة مقصودة للنفوذ المصرى هناك! لا يمكن أن تخلو صفقة هارودز من إشارات سياسية، كانت تشغل العقل الباطن لدى القائمين على الشركة القابضة القطرية، التى تدير أموال الأسرة الحاكمة.. ولا يمكن أن يكون محمد الفايد قد اختارها من دون شركات أخرى خليجية، وهو شارب حاجة صفرا.. ولا يمكن أن يكون قد استبعد عروضاً بريطانية، إلا لحاجة فى نفسه تجاه الأسرة الحاكمة فى بريطانيا.. كل ذلك كان محل دراسة، قبل أن يوقع على عقد البيع! ونأتى إلى أستيكة قطر، وهى لا تقتصر على قناة الجزيرة وحدها، ولا تصديها لكل شىء فى مصر بطريقة خاصة.. وإنما هناك دور يقوم به الشيخ حمد بن جاسم، لا ينكره، ولا الواقع السياسى والدبلوماسى ينكره.. قد يظهر هذا الدور فى تكوين أحلاف مضادة، كما يحدث على مستوى إيران وتركيا وسوريا، أو حتى على مستوى ما يحدث فى السودان ودارفور، وأخيراً الملف الفلسطينى.. مناطق كثيرة تعبث فيها الدوحة! ربما لم تفلح قطر، ولا أميرها الشيخ حمد، ولا رئيس وزرائها، فى إحراز نتيجة على الأرض، نظراً لوجود أطراف عربية فاعلة تميل إلى مصر.. هذا صحيح، فيما عدا دور قناة الجزيرة، وأخيراً النصر المعنوى الكبير الذى حققته قطر على أرض لندن بشراء سلسلة هارودز الشهيرة.. وتبقى القيمة هنا فى أنهم يشترون من مصرى، أما النقطة الأهم فهى إنزال العلم المصرى، ليرتفع مكانه علم قطر! صحيح أنهم قد لا يغيرون شيئاً له قيمة فى المرحلة الأولى أكثر من تغيير العلم.. وصحيح أنهم قد لا يغيرون اسمه مثلاً إلى «آل ثان» بدلاً من هارودز.. وصحيح أن مصير هارودز لن يلحق بمصير عمر أفندى، بسبب تغيير الإدارة.. لكن يبقى هذا التغيير مرضياً على بساطته.. لكنه سيبقى تغييراً مؤثراً فى أحداث لعبة توم وجيرى.. صحيح أيضاً أنها لم تتحقق فى مجال السياسة، وإنما فى مجال البيزنس هذه المرة! معنى هذا أن كل الطرق تؤدى إلى الدوحة.. تفكر وتخطط ضد مصر فى جميع المحافل الدولية.. فى اليونسكو، أو فى أفريقيا أو فى لندن لا مانع.. فكرة الإزاحة قائمة، فى وعيها أو فى العقل الباطن سيان.. هذه هى حكاية الأستيكة.. إعلامياً أو سياسياً أو حتى فى مجال البيزنس.. يحدث هذا بترتيب شديد، قد لا تعترف به مصر.. وقد لا تحتاج قطر من هارودز، أكثر مما حدث، من نصر معنوى! فلا آل ثان يريدون أن يغيروا هارودز، كما فعل جميل القنبيط بعمر أفندى.. ولا هم يريدون أن يغيروا اللوجو ولا تسريح العمال.. لا خوف من ذلك أبداً.. ربما لأن هارودز كان باشا، أما عمر فكان مجرد أفندى.. تفرق كتير!!