الدكتور يسرى الجمل، وزير التربية والتعليم السابق، هو الوحيد الذى خرج من الحكومة، بما يعنى أن خروجه، كما يبدو للناس فى العلن، لا علاقة له بمدى رضا الدولةعن مستوى الأداء فى وزارته، أو عدم رضاها.. فالمسألة إذا كانت لها علاقة، بتدنىمستوى الأداء على يده، فى التربية والتعليم، فهناك وزارات أخرى تحتاج، بهذاالمقياس، إلى نسف الوزراء الجالسين على قمتها، وليس فقط خروجهم،.. ومع ذلك،فلايزالون فى مواقعهم، ليدفع يسرى الجمل وحده، ثمناً لشىء لا نعرفه! ومن النادر جداً، أن يخرج وزير وحده، وبمفرده، من الوزارة، إلا إذا كان قد تسببفى كارثة لا تحتمل الانتظار.. وهو ما كان قد حدث - مثلاً - حين خرج زكى بدر، وحده،من الحكومة، ثم خرج حسن الألفى وحده أيضاً، فى تعديل لم يذهب بأحد غيره من زملائه،ثم تكرار الموضوع مع الدكتور إسماعيل سلام.. وهكذا.. وهكذا.. ولكن.. إذا كانمعروفاً لنا، لماذا خرج هؤلاء الثلاثة، على سبيل المثال، من مواقعهم، كل واحد فى وقته،وبسرعة، دون انتظار لأقرب تعديل وزارى يخرج فيه، فإن خروج يسرى الجمل، سوف يظلمحيراً، وسوف يظل التعديل الذى خرج فيه، تعديلاً أقل ما يوصف به، أنه تعديل حزين،ومحبط، وباعث على التشاؤم ! فالأصل فى خروج الوزير.. أى وزير.. أن يكون قد فشل فى تنفيذ سياسة الدولة فىوزارته، وهو ما لا يبدو فى حالة وزير التربية والتعليم السابق، ولم يتطوع أحد ليقولللناس لماذا خرج، ولماذا بقى غيره، فلا شىء أمامنا يبرر خروجه، ولا شىء فى المقابليبرر بقاء الغالبية الكبيرة من زملائه، فى مناصبهم، ومع ذلك، فقد خرج الرجل، فى أعجب تعديل وزارى يمكن أن نكون قد مررنا به، ويبدوالموضوع فى إجماله، وكأن الهدف من وراء تعديل بهذا الحجم، ومن هذا النوع، وعلى هذاالمستوى الهزيل، هو مجرد إخراج الجمل من وزارته، فوزارة النقل كانت بلا وزير، منذ شهرين، ولم يكن يضيرها فى شىء، أن تبقى بلاوزير، شهرين أو حتى عامين آخرين، كما أن المحافظين الخمسة الذين خرجوا، لم يكونوامن الذين خرجت المظاهرات فى كل مكان تطالب بإقالتهم، وسوف يبقى الجمل، بعد ذلك، هومحور ما جرى، اللهم إلا إذا كان هناك تفسير آخر لا نراه! كان الأمل، أن يكون التعديل فرصة، تعلن خلالها الدولة، عن وضع سياسة حقيقيةللتعليم فى البلد، تنقله من هذا المنحدر، إلى ما يليق به، على المدى البعيد، ولكنوزيراً قد جاء، فى مكان وزير قد خرج، وهذا كل ما فى الموضوع، ليظل التعليم المأساوىعلى حاله وكان الأمل، أن يتشكل مع التعديل، مجلس أعلى للتعليم، يضم فى داخله، شخصياتمهمومة بالتعليم، ومهتمة به، على امتداد مواقع العمل المدنى والأهلى فى البلد، ولكنهذا أيضاً لم يحدث، رغم أنه كان الأمل، ولايزال من سنوات تساءل الناس، عن سبب خروج وزير من مكانه، رغم أنه لم يكن تشوبه شائبة،فهمس أحد الخبثاء قائلاً: الرجل لا عيب فيه مطلقاً، والهدف ليس أبداً إخراجه، وإنماالإتيان بواحد آخر لا يجدون له مكاناً، ويراد له أن يأتى!!