سيدى الرئيس.. اسمح لى أن أتحدث إليك فى عيد ميلادك كابن يتحدث إلى أبيه.. فقدرك أنك أب لثمانين مليون مواطن. رضيت بذلك أم أبيت.. فنحن جميعا معلقون فى عنقك، لأننا رضينا بك كرئيس لنا وأنت رضيت بنا كشعب تحكمه منذ (عقود ثلاثة). ولا أعتقد أن أحداً فى مصر يعرف قيمتك مثل أهل السويس.. ويكفينا أنك لم تغامر بحروب جديدة، وجعلتنا نعيش فى سلام منذ حرب النصر فى أكتوبر 1973 وحتى الآن.. فأهل السويس يعرفون قدرك لكنهم يتساءلون لماذا لم يأت الرئيس للسويس.. فلقد التقينا هنا بعبد الناصر العظيم وبالسادات الشجاع، ووضعناهما فى عيوننا.. لكننا لم نر سيادتك إلا على شاشة التليفزيون.. وأنت فى ألمانيا فى الفترة الماضية كنا نشعر أن مصر هى المريضة، وكنا ندعو لك ولها بالشفاء.. الذين يتحدثون عن التغيير يا سيدى لا يتحدثون عن تغييرك شخصيا، لكنهم يتحدثون عن تغيير بعض الوجوه من حولك، الذين أرهقونا وعذبونا حتى أصبحنا نضيق بالحياة رغم اتساعها.. إنهم هؤلاء الذين يقولون لسيادتك (كله تمام يا فندم)!! إننا يا سيدى فى حاجة إلى رغيف خبز نظيف وكوب ماء بلا رائحة.. نحن فى حاجة إلى أن يعمل أبناؤنا، لأن البطالة قد تقتل فيهم نخوة الرجال.. إننا فى حاجة لأن نتنفس هواء صحياً.. إننا فى حاجة إلى بشر لا يرتشون وإلى برلمان لم يعد يجيد الكلام.. إن نصف شعبك يا سيدى يئنون من أمراض الكبد والفشل الكلوى.. إننا فى حاجة إلى عقول تهتم بالصالح العام لا مصالحها الشخصية.. إن شعبك يئن من وطأة الفاسدين الذين جوعونا.. فانقذنا من الطغمة التى تسود حياتنا وتحول كل شىء أمام بصائرنا إلى جحيم بدم بارد.. نرجو الله أن يوفقك لتطهير هذا الوطن الذى أحببناه حتى الألم.. اللهم أمين. محمد غازى- السويس