الوجه الآخر للأزمة عند الجزارين، الذين أجمعوا على عدم مسؤوليتهم عن الارتفاع المتكرر للأسعار، وأكدوا أنهم «خسرانين» فى كل الأحوال.بعضهم ألقى بالمسؤولية على تجار العجول الحية الذين – حسب بعض الجزارين - رفعوا سعر التوريد عدة مرات. موقف الجزارين شدد على عدم رفضهم للمقاطعة، بل وتمنى بعضهم نجاح الحملة. قطب حسن، المسؤول عن أحد محال الجزارة الشهيرة يقول: «بقالى 17 سنة فى هذا المجال والوضع كل يوم يتغير للأسوأ والأسعار بتزيد.. وأسعار اللحوم زادت بشكل مبالغ فيه منذ عيد الأضحى، فالمعروض دلوقتى من اللحوم الحية قليل والسوق هادئة والطلب قل والمشكلة ليست عندنا فنحن متضررون أكثر من المستهلك وهذا الغلاء تسبب لنا فى خسائر كبيرة»، واستكمل حديثه قائلا: «المشكلة فى رأيى هى ذبح الإناث لعدم وجود رقابة، كما أن العجول الحية لا تغطى جميع أنحاء الجمهورية وهذه المشكلة الأساسية، ونحن لا نستفيد من ارتفاع السعر فالسعر على هواهم، بسبب غياب الرقابة على توريد اللحوم». يضيف قطب: «المستهلك يطالبنى بتخفيض الأسعار طب أعمل إيه؟ أنا بشترى غالى لأن المصدر غالى وعليا التزامات كثيرة وأنا مش ضد المقاطعة، ولكن الحقيقة أن الحل ليس بيدى ولا بيد المستهلك والمقاطعة فى غاية الصعوبة، فهناك شريحة مستحيل تقاطع ويجب عليا تلبية احتياجاتهم». عم حسن - صاحب محل جزارة بإحدى المناطق الشعبية - عبر عن وجهة نظر أخرى قائلاً: «الأسعار نار وإحنا غير راضيين عن هذا الارتفاع المبالغ فيه فى الأسعار، لأن الغلاء أثر على البيع لدرجة أنى قمت بإغلاق محلى لمدة شهر، بسبب حالة الركود التام، لذلك أتمنى أن تحدث المقاطعة نوعاً من التوازن، فتخفيض الأسعار فى مصلحتى، فكلما يقل السعر، يزيد الإقبال، فيزيد الربح». أحمد فرج، صاحب محل جزارة، لم يختلف عن زملائه فى المهنة لكنه وسع دائرة الانتقادات قليلا حيث قال «المشكلة مش بس عند الجزارين.. هو الجزار ده مش مواطن وبيشترى كل حاجة من المحلات زيه زى باقى الناس؟ طبعا إحنا كلنا مكويين بالأسعار.. والبهوات فالحين بس يتخانقوا فى مجلس الشعب، ولما الغلابة يرفعوا صوتهم من الفقر والبهدلة وقلة القيمة يطلع واحد بيه منهم يقولك هانضربهم بالنار.. بالذمة دى بلد الواحد يعيش فيها أصلا؟.. المشكلة دلوقتى فى الحكومة مش فى اللحمة ولا غير اللحمة.. دى مسؤولية البهوات، أمال هما قاعدين بيعملوا إيه؟ بيطلعوا فى التليفزيون وكل واحد منهم يطق حنكه وآدى وش الضيف؟ مش دول شغالين عشان يوفروا للناس المعايش؟ حد يفهمنا يا جماعة اللى بيحصل فى البلد!!».