هو نور محمد تراقى، وهو ثالث رئيس لأفغانستان، وقد شغل منصب الرئاسة لفترة لم تزد على 18 شهراً انتهت فى 16 سبتمبر 1979، وهو مولود فى 15 يوليو 1913 فى مقاطعة پجمان فى ولاية كابول، وعمل موظفاً فى بومباى فى الهند، والتحق بمدرسة مسائية وتعلم الإنجليزية، ثم ذهب لاحقاً لدراسة الاقتصاد السياسى فى جامعة كابول، حيث حصل على البكالوريوس، ثم ذهب بعد ذلك إلى جامعة كولومبيا وحصل على الماجستير، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد فى الاقتصاد - بعض الناس يقولون إنه لم يذهب قط إلى الولاياتالمتحدة ولم يدرس فيها، ثم انضم لحزب خلق الديمقراطى، الذى نادى بالقيم والأفكار الشيوعية، وكان يتكون من مجموعة صغيرة من الرجال أتباع نور محمد تراقى وببرك كارمل، وكلاهما ماركسى لينينى ممالئ لموسكو، وفى انتخابات عام 1965 وصل تراقى إلى البرلمان، وفى 1967 انقسم حزب خلق إلى جماعتين: خلق (الجماهير) وپرچم (الراية)، تحت رئاسة تراقى ثم كارمل، وعكس الانشقاق خلافات عرقية وطبقية وأيديولوجية، وفى 19 أبريل 1978 اغتيل اليسارى البارز مير أكبر خيبر، وتوجهت أصابع الاتهام إلى حكومة محمد داود خان، وأضحى اغتياله موضع اتفاق للشيوعيين الأفغان، فأمر داود بإلقاء القبض على بعض قيادات حزب خلق بمن فيهم تراقى وكارمل، بينما تحفظ على آخرين وحدد إقامة حفيظ الله أمين، وفى 27 أبريل 1978 وقع الانقلاب بأوامر من حفيظ الله أمين من معتقله المنزلى، وقتل محمد داود خان فى اليوم التالى ومعه معظم أفراد أسرته، وسرعان ما سيطر حزب خلق على مقاليد الحكم، وفى مثل هذا اليوم 30 أبريل 1978 أصبح تراقى رئيساً للجمهورية، وأثناء حكمه طبق حزب خلق بعنف برنامج إصلاح على النمط الماركسى، الأمر الذى تعارض مع التقاليد الأفغانية المتجذرة، مما أثار حفيظة أغلبية الأفغان، واستعر التنافس المحموم بين تراقى وأمين داخل فصيل خلق، بحلول سبتمبر 1979 إلى أن توفى تراقى. ونشرت نيو كابول تايمز فى 10 أكتوبر أن الزعيم السابق الذى كان يُلقَّب ب«المعلم الأعظم.. العبقرى الأعظم.. الزعيم الأعظم» قد توفى بهدوء «بسبب مرض»، وبعد أقل من ثلاثة أشهر، وبعد الإطاحة بحكومة أمين، صرح عدد من أتباع ببرك كارمل بأن تراقى مات مقتولاً بتعليمات من حفيظ الله أمين قائد حرس القصر وأنه خُنِق بوسادة.