بث برنامج «ذا ديلى شو» حلقة خاصة مساء الأحد الماضى عن تلك الأحداث، واعترض مقدم البرنامج «جون ستيوارت» خلال الحلقة على حذف قناة «كوميدى سنترال» بعض المقاطع التى تظهر بها شخصية الرسول بشكل مسىء، وقال متحديا جماعة «ثورة الإسلام» بطريقة ساخرة: لم يكن محمد فى الكارتون، لقد كان بابا نويل، لقد تلقيت عدة اتصالات تهددنى فى منزلى من قبل، وهذه المرة سأعتاد على ذلك، لأن الرقابة أمر غبى تخلينا عنه منذ سنوات طويلة، وهذه الجماعة هى ظلال متبقية من حادث برجى مركز التجارة العالمى، وبقايا أسامة بن لادن فى نيويورك، وهم يهاجمون «ساوث بارك» الذى نستمتع به كثيرا، بينما نحن نؤمن ونحمى حرية التعبير وقيمها فى بلدنا، لكن حتى الآن الجالية اليهودية بخير، وأنا أؤمن بالدين، وأعتذر لكم ليس عن السخرية مما حملته الحلقات، ولكن عن إزعاجكم بهذا. وقدمت الحلقة عدة مشاهد لمذيعين آخرين يسخرون من الأديان السماوية الثلاثة. كان مسؤولو الموقع قد هددوا صناع المسلسل بالقتل لتهجمهم على الرسول فى حلقة الأسبوع الماضى رقم 200، وأن يلقوا مصير المخرج الهولندى «ثيو فان جوخ» الذى كان قد لقى مصرعه طعنا بالسكين قبل أعوام قليلة على يد شاب مغربى لتقديمه فيلما يسىء فيه إلى الإسلام والرسول وينتقد فيه الحجاب، وفى بيان بثه الموقع الإلكترونى للجماعة قال مسؤولوه: مسلسل «ساوث بارك» يتغنى بحرية التعبير، التى ليست فى الحقيقة سوى الإساءة للأديان والسخرية من الرموز والقيم الكبرى، إلا أن صناع المسلسل تمادوا فى حرية التعبير الخاصة بهم ليسخروا من الرسول فى حلقتين، إحداهما التى اعترضنا عليها والأخرى منعت من البث من قبل الرقابة لدى القناة التى بثتها، حيث تقدم الرسول فى شخصية دب فى آخر أحداث الحلقة بعد مقاطع صوتية للشخصية، حيث يرغب فى الظهور فى ولاية «كولورادو»، ونحن نحذر منتجى المسلسل «مات ستون» و«تيرى باركر» من أن يلقوا مصير المخرج الهولندى «ثيو فان جوخ» نفسه، وأن يتسما بالغباء نفسه، وذلك فى حال استمراراهما فى تقديم أى إشارات للرسول سواء لفظيا أو تمثيليا. وأضاف البيان: إن التهديدات لا تمثل دعوة للقيام بأعمال عنف لكن الهدف منها التنبيه إلى حساسية هذه القضية، ولمنع تكرار ذلك إن الجماعة تريد فقط أن يتمكن الأشخاص الذين جرحت مشاعرهم من التعبير عن معارضتهم من خلال توجيه رسائل إلى القائمين على البرنامج. وضم البيان الذى أطلقته الجماعة على الموقع فى 6 صفحات عنوان منزل منتجى المسلسل وعنوان مكتب الإنتاج فى ولاية كاليفورنيا وعنوان القناة التى تبث المسلسل. وعاد الموقع ليبث الأحد الماضى ردود الأفعال التى انهالت عليه مستنكرة ما حدث من صناع المسلسل، وأعلن مسؤولوه أنهم تلقوا عشرات الطلبات من مسلمين مستعدين للدفاع عن الرسول والثأر من صناع العمل. فى الوقت الذى يدعم فيه القانون الأمريكى حرية التعبير بشكل يحول دون ملاحقة صناع البرنامج قضائيا، أورد الموقع تعليقا للمتحدث باسم المباحث الفيدرالية الأمريكية FBI أنه لا مجال لملاحقة أو التحقيق مع صناع العمل، وقال المتحدث «ريتشارد كولكو» أن الFBI لا تراقب الأشخاص أو الجماعات بل تحقق فى جرائم جنائية، ولذلك سيتم التحقيق فى التهديدات التى انتشرت عبر الإنترنت ضد صناع العمل حرصا على حماية أول حقوق المواطنين ألا وهو حرية التعبير. من جانبها حذفت القناة كل المقاطع الصوتية التى تحمل اسم الرسول محمد فى الحلقة التالية، واستبدلتها بصافرة «تيت»، كما حذفت المشاهد التى تظهر فيها الشخصية واستبدلتها بمقاطع سوداء، خوفا من التهديدات، وقال متحدث باسم القناة ومجموعة «فياكوم» المالكة لها إنه تم حذف كل الإشارات إلى النبى محمد، وإنه تم تمويهها باللون الأسود. وفى الوقت الذى التزم فيه منتجا المسلسل الصمت ولم يعلقا على ما حدث، أكد موقع CNN الإخبارى أن الجماعة تتبع أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، لتنهال عشرات التعليقات فى وسائل الإعلام الأمريكية حول عودة بن لادن وشبح 11 سبتمبر. المسلسل الذى يعود بثه إلى عام 1997 غالبا ما قدم شخصيات دينية فى أحداثه التى تدور حول مغامرات 4 تلاميذ فى مدينة متخيلة فى ولاية «كولورادو»، وسبق أن منعت القناة منتجيه من تجسيد شخصية الرسول عام 2006 فى حلقة أعقبت الضجة التى أثيرت بعد نشر صحيفة دنماركية رسومات مسيئة للرسول.