مع قرب انتهاء جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، والإعلان عن رئيس مصر الجديد، بعد فترة انتقالية عصيبة استمرت نحو 15 شهرا منذ بداية الثورة، جمع قرار مقاطعة الانتخابات عددًا كبيرًا من المصريين، والسبب واحد عند أغلبهم. فبين عدم الاقتناع بالمرشحين الرئاسيين، الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسي، وبين الاعتقاد لدى الكثيرين بأن نتيجة جولة الإعادة معروفة سلفًا، كان قرار الماقطعة حاضرا قويا بجانب قرار المشاركة. أحمد حسن، 35 عامًا، بائع «عرق سوس»، ومقيم في سوهاج، قال ل«المصري اليوم»، إنه قاطع جولة الإعادة لأن «المناخ العام الذي يسيطر على الشارع السياسي في مصر بعد حكم الدستوية العليا بحل مجلس الشعب، واستمرار (شفيق) في سباق الرئاسة، يظهر أن مرشح القوات المسلحة هو الفاز بحكم مصر، سواء صوتنا أم قاطعنا جولة الإعادة». «إيه بقى لزمتها المصاريف، طالما عارفين النتجية من الأول»، ويضيف «حسن»: «الناس نزلت بكثرة في انتخابات مجلس الشعب، والنتيجة خسارة من كل ناحية». أما محمد سيد، 30 عاما، سائق تاكسي، اممتنع عن التصويت في جولة الإعادة لعدم اقتناعه بأهلية المرشحين الرئاسيين وقدرتهما على قيادة البلاد في الفترة القادمة. فحاول «سيد» تقييم المرشحين «على قاعدة السيء والأسوا، فوجدت أنهم سواء، فامتنعت عن التصويت، لأنني طوال الوقت أسمع كلاما عن هذا وذاك، ولم يعد لدي القدرة على التمييز بينهما». ويكمل: «الإثنان كما أعتقد يحرصان على الوصول للكرسي، لذلك تركت العملية الانتخابية، وتفرغت لآكل عيشي، ودعوت الله أن يولي من يصلح، فأنا موظف في وزراة النقل، وراتبي يكاد يكفيني». وعلى الرغم من ذلك، إلا أن «سيد» يرى أن «الانتخابات كانت نزيهة، وليس بها تزوير ملحوظ» وأن الصندوق سيقول كلمته في آخر المطاف. ويتفق عيد عبد العال، بائع فاكهة متجول بمنطقة «بين السريات»، مع رأي «سيد»، حيث يقول إنه لن يضيع وقته وجهده في الذهاب للتصويت في صندوق انتخابات، لن يجلب له سوى مزيدا من الأزمات في الفترة المقبلة. ولعدم قناعته بكلا المرشحين، يقول «عبد العال» إنه لا يرى في أحد المشرحين صورة الرئيس الذي يحلم به، ويشعره بالأمان على مستقبله، ومستقبل أولاده. وأكد أنه على الرغم من التزامه الفراش في الجولة الأولى لسبب مرضه، ذهب «سيد» للإدلاء بصوته على كرسي متحرك، واختيار الدكتور سليم العوا، «الذي لم يحظى بنسبة كبيرة من أصوات الناخبين». وأضاف أنه فخور بأنه أحد المصوتين ل«العوا» في المرحلة الأولى، بعدما «أثبت الرجل أنه خسر بشرف، ولم يسقط من نظري مثل باقي المرشحين».