نقص المياه فى الترع الفرعية فى سيناء، وجفاف بعضها، دفعا الكثيرين إلى اتهام محطات رفع المياه بأنها السبب فى عطش أراضيهم، وموت زراعاتهم، لكن محطات الرفع تعانى من مشاكل فى الماكينات، وهو ما يقلل من كفاءتها، «المصرى اليوم» رصدت أعطالا داخل محطات رفع المياه فى سيناء، التى لا يزيد عمر بعضها على أكثر من عام فقط، ومع ذلك لم يهتم بأمرها أحد، منها أعطال تتسبب فى ضعف جريان المياه داخل الترع الفرعية وتحول دون وصولها إلى الأراضى المستصلحة. داخل محطة رفع الشهيد ميدن قاسم، يجلس أحد عمال المحطة حاملا فى يده شوكة كبيرة يحاول بكل جهده تخليص الترعة من الأعشاب المتعلقة فى فتحاتها من أجل إعادة تدفق المياه فى فروع الترع المؤدية الى قرية جلبانة، الشوكة الكبيرة مجرد أداة لإزالة هذه الأعشاب التى تحول دون وصول المياه إلى الأراضى المستصلحة، لأن الماكينة الخاصة بإزالة هذه الأعشاب معطلة منذ أكثر من عام، على حد قول أحد العاملين فى المحطة، وهو ما تسبب فى ضعف وصول المياه إلى الأراضى، ومعاناة الكثيرين من المزارعين داخل أراضيهم، الأعطال داخل المحطة لا تتوقف على تلك الماكينة فقط، ولكن الونش الخاص بحمل وحدات طلمبات رفع المياه أيضا تعطل منذ أكثر من 6 شهور حسب تأكيد العاملين الذين قالوا إن مهندسى المحطة لا يهتمون بإصلاح هذه الأعطال، واتهموا المهندسين باستخدام مكونات ونش رفع الطلمبات منذ تعطله، لإصلاح أعطال المحطات الرئيسية التى لا تنقطع. الأعشاب الخضراء تلتف حول محطة الشهيد ميدن قاسم من اليمين واليسار، فى انتظار أحد المقاولين المتعاقد مع محطات الرفع الرئيسية لتخليصها من تلك الأعشاب الملوثة للبيئة، فعلى حد قول أحد العاملين فى المحطة- طلب عدم ذكر اسمه-: «الترعة بها نسبة عالية من البلهارسيا حسب تأكيدات الباحثين الذين جاءوا لعمل فحوصات بها منذ شهور ماضية حيث اكدوا أنها تضم نسبة عالية من قواقع البلهارسيا، وطالبونا بعدم ملامسة المياه بشكل مباشر، أو استخدامها فى أى غرض من الأغراض الحياتية، لافتين إلى خطورتها على المتعاملين معها». أصوات المحركات العالية تنخفض بدرجة تكاد تشعرك بأنها لا تعمل داخل محطة السلام 4 الرئيسية والتى تمد جميع الترع الرئيسية والفرعية التى تليها بالمياه القادمة من سحارة السلام، لكى تصل فى النهاية إلى المساحات المراد استصلاحها فى سيناء، وبمجرد اقترابك من تلك المحركات تكتشف أن عمال الصيانة يقومون بإصلاح إحدى وحدات طلمبات رفع المياه الموجودة بالمحطة والبالغ عددها نحو 10 وحدات، حيث تضخ 21 متراً مكعباً فى الثانية، إلا أن الترعة لا تضخ إلى الترع الأخرى إلا 1 أو 1.10 متر مكعب من المياه يوميا وهى نسبة تكاد تكون ضعيفة لرى المساحات المراد استصلاحها من مياه ترعة السلام، لكن التحكم فى مياه ترعة السلام أمر يتعلق بوزارة الموارد المائية والرى فقط، وهو ما أكده المهندس مدحت عطية، مدير عام مشروع محطات رفع المياه فى ترعة السلام، الذى أكد أن عمل الطلمبات يحدث بموجب تعليمات من الوزارة بعمل 3 وحدات فقط من بين الوحدات العشر، وضخ نسبة محددة من المياه داخل الترع دون أسباب معلومة، وهو الأمر الذى قال إنه لا يملك تفسيرا له، مشيراً إلى أن الترعة لا توجد بها أعطال بخلاف أعمال الصيانة الدائمة التى لا تؤثر على سير العمل فى شىء. ولفت عطية إلى أن أعطال ماكينات رفع الأعشاب كثيرة وفى أغلب المحطات، حتى إن المحطة الرئيسية بها نفس المشكلة، فمحطة رفع الأعشاب متوقفة منذ شهر، مشيراً إلى أن الأمر يتم تداركه بالاتفاق مع مقاول لحمل هذه الأعشاب ونقلها بعيدا عن محطات الرفع.