قادت سوريا ما عرف ب«جبهة الممانعة» أو «الصمود».. تلك التعبيرات التى يرد المفكر السياسى الفلسطينى بلال الحسن بأنها قاربت على الاختفاء من التداول الإعلامى، معتبراً أن المصالحات تقدمت واجهة الأحداث العربية، التى دب فيها النشاط بين الأروقة السياسية. تمسك النظام السورى طوال هذه العقود، منذ انفصال ما بعد حرب 73 ثم قطيعة ما بعد اتفاق «كامب ديفيد»، بموقفه الرافض المفاوضات السياسية، ومع استمرار النظام الحالى للرئيس بشار الأسد فى انتهاج السياسة نفسها، تعلو أصوات المعارضين السوريين من الخارج. ويقول الصحفى فهد المصرى، المقيم فى منفاه الاختيارى بباريس، إن الساسة فى سوريا مازالوا يرون أن ما حدث «خيانة» للقضية العربية، لكن ما حدث أرض الواقع من مفاوضات يؤكد - برأيه - أن ما قام به الرئيس الراحل أنور السادات كان «عملا بطوليا». وأكد المصرى أنه «لو لم يتم تحرير سيناء عبر الخطوات الشجاعة التى قام بها السادات وعلى رأسها المفاوضات، لم تكن لتعد حتى الآن، مثل سائر الأراضى العربية المحتلة.. نتيجة تراجع الموقف العربى والدعم الأمريكى المطلق والتغيرات الدولية التى حدثت على الساحة». وأضاف ل«المصرى اليوم»: المصرى أن استعادة الجولان يتوقف على «الإرادات» السياسية لكلا الطرفين، وقال: «إذا كانت إسرائيل تريد السلام مع دول الجوار، فبالتأكيد المفاوضات السياسية هى الحل الأمثل، لكن اليمين المتطرف المهيمن على حكومتها الآن والموقف العربى الخامل يستبعدان هذا الحل على المسار السورى»، فضلا عن أن إسرائيل لم تستغل المبادرة العربية التى وصفها ب (السخية) جدا من أجل إحلال السلام وإعادة الأراضى المحتلة. فى المقابل، رأى عضو مجلس الشعب السورى الدكتور محمد الحبش، أن اتفاقيات كامب ديفيد جاءت لتطلق عملية السلام قبل 30 عاماً، لكنها لم تحققه، ولأن الحكم على الأشياء بنتائجها، فلايزال السفير الإسرائيلى يعيش فى مصر متخفياً ولم تفلح الاتفاقية فى تطبيع العلاقات المصرية الإسرائيلية.