بعد 48 ساعة فقط على إعلان وقف إطلاق النار فى غزة، شهدت العاصمة الكويتية فرصة تاريخية لإحداث مصالحة عربية بين محورى «الاعتدال» و«الممانعة»، على هامش القمة الاقتصادية التى استضافتها أمس. وعقد قادة السعودية ومصر والكويت وقطر وسوريا اليوم الإثنين لقاء مصالحة على هامش قمة الكويت العربية الاقتصادية. وذكر مصدر قريب من الوفد السعودى أن الاجتماع التأم فى ضيافة العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية لقمة الكويت. وأكد رئيس الوزراء القطرى الشيخ حمد بن جاسم آل ثان حصول «مصالحة أثناء قمة الكويت بين قادة السعودية ومصر وسوريا وقطر» بمبادرة سعودية وقالت مصادر عربية مطلعة إن الهدف من لقاء زعماء ما عرف بتيارى «الاعتدال» و«الممانعة»، هو تصفية الخلافات العربية - العربية، التى تفاقمت مؤخراً بين مصر والسعودية من جانب، وقطر وسوريا من جانب آخر، على خلفية أحداث غزة الأخيرة، وكذلك تفاقم الخلاف السعودى - السورى بسبب المواقف المتباينة من القضية اللبنانية. وفى الجلسة الافتتاحية للقمة، شن الرئيس حسنى مبارك هجوماً حاداً على من سماهم «المتاجرين بالدماء الفلسطينية، الذين استغلوا مأساة غزة لاختراق عالمنا العربى بقوى خارجة»، وأكد مبارك فى كلمته أن البعض يعمل على تقسيم العرب بين دول الاعتدال ودول الممانعة، وقال: «لم نتعلم من الماضى وأخطائه ودروسه.. وكأننا نعود بالعالم العربى ثلاثين عاماً إلى الوراء»، منوهاً بما كان يسمى «جبهة الرفض العربى». وكان العاهل السعودى أعلن خلال جلسة افتتاح القمة «تجاوز مرحلة الخلاف» بين العرب.