عام ونصف على الربيع العربي.. غموض في مصر وحرب أهلية في سوريا

شهد العالم العربي عاما ونصف العام من التقلبات الكبيرة والاضطرابات والاحتجاجات، التي أدت إلى سقوط بعض الأنظمة في تونس ومصر وليبيا وأجبرت الرئيس اليمني على التنحي وتسليم السلطة.
مصر.. غموض وارتياب
ينتخب المصريون، السبت والأحد، في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية رئيسًا جديدًا يخلف مبارك. وينظم الاقتراع الذي يتنافس فيه محمد مرسي وأحد وجوه نظام مبارك، أحمد شفيق، في أجواء من الغموض والارتياب الشديدين، بعد قرار المحكمة الدستورية ببطلان نتائج الانتخابات التشريعية وحل البرلمان الذي سيطر عليه الإسلاميون بنسبة أكبر من 70%، في بداية عام 2012.
ويُشتبه في سعي المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يحكم البلاد منذ سقوط مبارك، إلى الإبقاء على قبضته على الحكم من خلال شل البرلمان والدفع باتجاه انتخاب الفريق شفيق.
تونس..«النهضة» يسيطر
في 14 يناير 2011، فر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، الذي حكم تونس منذ 1987، من بلاده، ولجأ إلى السعودية، بعد ثورة أوقعت 330 قتيلاً اندلعت إثر انتحار شاب حرقًا في مدينة سيدي بوزيد، احتجاجًا على إهانته والتضييق عليه من قبل الأمن.
وفي 13 يونيو 2012، حكم على بن علي، (75 عاما)، غيابيًا من قبل محكمة عسكرية تونسية بالسجن المؤبد، وذلك بعد إدانته بتهمة القمع الدامي للثورة.
وأفرزت أول انتخابات حرة في تاريخ تونس في أكتوبر 2011 مجلسًا تأسيسيًا يهيمن عليه إسلاميو حزب «النهضة» (89 مقعدًا من 217) وحكومة يرأسها أحد قادتهم.
وانتخب المنصف المرزوقي، المعارض اليساري الشرس لنظام بن علي من قبل المجلس التأسيسي، رئيسًا للبلاد، لكن الاحتجاجات الاجتماعية تتوالى في بعض المناطق، كما قامت قوات الأمن بتفريق تظاهرات بعد حظرها بعنف.
واندلعت موجة من العنف، الإثنين والثلاثاء الماضيين، خلفت قتيلا ومائة جريح في البلاد بعد تنظيم معرض رسوم اعتبرها إسلاميون متششدون مسيئة للإسلام.
وردًا على أعمال العنف، فرضت السلطات، الثلاثاء، حظر تجول ليلي في ثماني مناطق تونسية، بينها العاصمة تونس، كما قررت وزارة الداخلية منع تظاهرات كانت مقررة الجمعة.
ليبيا.. ميليشيات ومقاتلون طلقاء
قتل معمر القذافي الذي حكم ليبيا منذ 1969 في 20 أكتوبر 2011 ، بعد اعتقاله في مسقط رأسه سرت.
وكان القذافي قد واجه منذ فبراير ثورة بدأت في المناطق الشرقية، قبل أن تتحول إلى مواجهة مسلحة أدت إلى سقوط العاصمة طرابلس في أغسطس بفضل دعم حاسم من عملية عسكرية دولية شنت في مارس. وحسب المجلس الانتقالي الليبي، فإن النزاع خلف 30 ألف قتيل.
وتواجه الحكومة حاليًا انتقادات لفشلها في بسط سلطتها والتصدي للمليشيات المسلحة التي شكلها بعض المقاتلين السابقين ضد نظام القذافي.
وكان من المقرر انتخاب مجلس تأسيسي لوضع دستور للبلاد في يونيو غير أنه تم تأجيل الاقتراع إلى 7 يوليو.
اليمن.. التوافقي
في 21 فبراير 2012، انتخب عبد ربه منصور هادي، نائب الرئيس، رئيسًا لفترة انتقالية من عامين خلفًا للرئيس علي عبد الله صالح الذي حكم البلاد منذ 1978. ويعتبر «هادي» هو الرئيس التوافقي لليمن، بموجب مبادرة خليجية وقع عليها صالح، فيما اقترع اليمنيون في ورقة انتخاب تخلو إلا من خيار عبد ربه منصور هادي.
وجرى الاقتراع وفق اتفاق دعمته دول مجلس التعاون الخليجي بعد انتفاضة شعبية استمرت أكثر من عام، وخلفت مئات القتلى، وقبل صالح بموجبه بالتنحي عن السلطة مقابل حصانة له وللمقربين منه.
واستغل تنظيم «القاعدة» فترة عدم الاستقرار التي أضعفت أكثر من الحكم المركزي، لتعزيز حضوره في جنوب اليمن وشرقه، غير أن الجيش اليمني تمكن في الآونة الأخيرة من استعادة ثلاثة من معاقل القاعدة.
سوريا.. «جيش ومنشقون وشبيحة»
تشهد سوريا منذ 15 مارس 2011 ثورة على نظام الرئيس بشار الأسد، تعسكرت في مواجهة القمع.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عمليات القمع والمعارك بين الجيش والمنشقين عنه التي خلفت أكثر من 14400قتيلاً، أغلبهم من المدنيين. وقتل 2300 من هؤلاء بين 13 مايو و13 يونيو.
وتكثفت المعارك في الآونة الآخيرة، رغم انتشار نحو 270 مراقبًا دوليًا بدوا عاجزين عن فرض احترام خطة المبعوث الدولي، كوفي أنان. ودائمًا ما ترتكب قوات الأسد مذابح، إلا أنه يلقي باللوم على «الشبيحة» والجماعات الإرهابية.
البحرين.. ثورة على الأقلية
تشهد مملكة البحرين التي تحكمها أسرة سنيّة تظاهرات عارمة، قادها الشيعة وهم الأغلبية في البلاد في فبراير ومارس 2011، وتم قمعها بشدة بدعم من قوات خليجية أهمها السعودية. واستؤنفت التظاهرات في الأشهر الأخيرة وتُجرى صدامات متقطعة بين محتجين والشرطة.
وما زالت الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين مستمرة، ووصلت إلى ذروتها وقت إجراء سباق فورمولا-1 الجائزة الكبرى في البحرين، عندما قامت القوات بقمع الاحتجاجات بشدة، وإلقاء القبض على عدد كبير من النشطاء لتأمين السباق.
المغرب.. إصلاحات سياسية
في 2011 اندلعت تظاهرات للمطالبة بإصلاحات سياسية. وفاز حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل، بالانتخابات التشريعية نهاية نوفمبر الماضي، وتم تعيين زعيمه رئيسًا للوزراء بموجب دستور جديد.