«تركيا التى كانت محايدة بدأت تتخذ جانب الحلف الإيرانى فى المنطقة»، هذا هو الاستنتاج الذى يمكن التوصل إليه من قراءة الكثير من التحليلات الغربية لموقف أنقرة من التوازنات الإقليمية الدقيقة القائمة فى الشرق الأوسط هذه الأيام. وتشير مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إلى أن رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان يبدو حريصا على إعلان أن بلاده اتخذت موقفا مما يحدث فى الشرق الأوسط، من خلال انتقاداته المكثفة والمستمرة لإسرائيل، مضيفة أنه لا يدع مناسبة دولية عامة إلا ويوجه فيها انتقادات «حادة وعنيفة» لإسرائيل. وترى المجلة أن بيان الرئاسة الأمريكية بعد لقاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع أردوجان يفتقر إلى الصدق، إذ أكد البيان أنهما توافقا ك«شريكين استراتيجيين» إلا أن المجلة أكدت أنه ليس لدى الطرفين الكثير ليتفقا عليه هذه الأيام. وتشير المجلة إلى أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى الصراع العربى الإسرائيلى وملف إيران النووى كأمرين منفصلين، إلا أن حزب العدالة والتنمية لا يراهما كذلك، كما أن مشاعر أردوجان القوية تجاه الفلسطينيين تمنعه من اتخاذ موقف وسطى مع الإسرائيليين. وبدأت انتقادات أردوجان القوية لإسرائيل فى يناير 2009 فى منتدى دافوس الذى انسحب منه فى مواجهة الرئيس الإسرائيلى، وفى كل مرة ينتج عن هذه الانتقادات تراشق بالألفاظ بين المسؤولين الأتراك والإسرائيليين.