صرح رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشيل سليمان بأن مساعى المصالحة بين مصر وسوريا مازالت قائمة، وأن مصلحة الشعوب العربية فى توحد حكوماتها. وأشار خلال لقائه وفد جمعية الصداقة المصرية اللبنانية الذى التقاه فى قصر الرئاسة، صباح أمس، إلى أن الاقتصاد اللبنانى يمر بمرحلة ازدهار ونمو لم يشهده منذ سنوات طويلة، والمرجع الأساسى لهذا 3 دعائم هى: الاستقرار، والبنية الأساسية، ومحاربة الفساد. وأشار سليمان إلى أن الاستقرار الذى يعيشه لبنان الآن على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية نتج عن ممارسة الديمقراطية من خلال الانتخابات فى جميع قطاعات المجتمع النيابية والبلدية، وحتى الهيئات الأهلية مما نتج عنه تأليف حكومة وحدة وطنية. وقال الرئيس اللبنانى إن هناك عدة تحديات وصعوبات تحاول أن تعوق استمرار النمو والإصلاح، وأهمها أن الذين يقررون الإصلاح هم أنفسهم الذين لا يريدون تنفيذه، وأكد أن الإصلاح مستمر ولن يتوقف بالرغم من هذه التحديات، وأن لبنان سيحقق فى السنوات القليلة المقبلة معدل إصلاح لم يشهده منذ عشرات السنوات. ولفت إلى تفرد الدستور اللبنانى على مستوى العالم، بإقراره مشاركة جميع الطوائف بمختلف مذاهبها. وتحدث سليمان عن الخصخصة التى يتم التحدث عنها منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى حرصه على وضع الضوابط التى تمنع الاحتكار، مؤكداً أن النظام المصرفى فى لبنان يشهد طفرة كبيرة حيث ارتفع حد التسليفات العام الماضى وللمرة الاولى ارتفاعاً ملحوظاً يفوق معدلات الإيداع العالمية والإقليمية، وأن معدل النمو الاقتصادى اللبنانى كان قبل الأزمة المالية العالمية 8.9% وبالرغم من شدة الأزمة إلا أن الاقتصاد اللبنانى حافظ على معدل النمو ونسبته 9%، كما أن قطاع السياحة شهد نمواً مرتفعاً أثناء الأزمة بلغت نسبته 39% على الرغم من أن السياحة العالمية انخفضت إلى – 4.5%. وأكد سليمان أن ما يشهده لبنان من نمو اقتصاده والاستقرار السياسى والأمنى والمجتمعى فيه، يزعج إسرائيل التى حاولت أن تكون نقطة للاستقطاب فى المنطقة وفشلت فى ذلك، بفضل رفض العرب أنفسهم وإصرارهم على عدم قبولها، ونتوقع منها دائماً القيام بإحداث أى عمل يحدث خللاً ويزعزع هذا الاستقرار ونحن متيقظون لذلك ومستعدون للمواجهة. وفى نهاية اللقاء أكد الرئيس اللبنانى أن مصر ولبنان فى صف واحد تجمعهما علاقات قوية وطيبة وشديدة، وبين الشعبين اللذين لهما آمال مشتركة نحو التقدم والازدهار. وتحدث رئيس جمعية الصداقة المصرية اللبنانية الدكتور نجاد شعراوى، خلال اللقاء، عن خطط الجمعية المستقبلية وحرصها على مضاعفة التبادل التجارى والمشاركة فى الاقتصاد والاستثمار بين البلدين، وطالب غازى ناصر، نائب رئيس الجمعية، الحكومة اللبنانية بضمان حماية الاستثمارات بين البلدين من أى أضرار أو اهتزاز قد تشهده السوق اللبنانية نتيجة المشاكل الداخلية.