كشفت د. فينيس كامل، وزيرة البحث العلمى السابقة، فى الجزء الأول من حوارها مع «المصرى اليوم» عن وجود تعاون بين مصر وإسرائيل فى مجالى الزراعة والبحث العلمى. وفى الجزء الثانى من الحوار تستكمل حديثها فى العلم والسياسة وطالبت الحكومة بتبنى استراتيجية واضحة ومحددة للنهوض بالبحث العلمى.. وإلى نص الحوار: ■ ما تقييمك لوضع البحث العلمى فى فترة الدكتور عاطف عبيد؟ - سار على نفس نهج فترة الدكتور كمال الجنزورى إذ لم أشعر باهتمام حقيقى بالبحث العلمى فى عهده. ■ ماذا عن الوضع حالياً؟ - صحيح أنه تم إنشاء المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا فى عهد الدكتور أحمد نظيف واهتم بمشروعات بحثية ممولة من صندوق العلوم والتكنولوجيا لكن المفروض أن تكون هناك أولويات للموضوعات البحثية التى تقدم حلولاً لمشكلات واحتياجات البلد وتهتم بدراسة متطلبات السوق والصناعة حتى تخرج هذه الأبحاث فى النهاية للتطبيق وتفيد فى التنمية. ■ هل جمعتك مواقف مع الدكتور نظيف لها علاقة بالبحث العلمى؟ - قلت له عندما تولى رئاسة الوزراء إنه لابد أن تضع الدولة استراتيجية حقيقية للبحث العلمى وعند إنشاء صندوق العلوم والتكنولوجيا قلت له إنه لن يكون له دور فعال دون تحديد استراتيجية للدولة. ■ هل أخذ كلامك فى الاعتبار؟ - استجاب وبالفعل أعد الدكتور عمرو عزت سلامة استراتيجية جيدة لكنها لم تنفذ لأنه خرج من الوزارة . ■ ما رأيك فى تعامل الدكتور هانى هلال مع ملف البحث العلمى؟ - حتى الآن لا أجد نشاطاً ملحوظاً فى البحث العلمى سوى بعض الموضوعات البحثية الفضفاضة وغير الهادفة ومحددة بوقت. ■ ما موقفك من النشاط النووى الذى كثر الجدل حوله؟ - شىء جيد أن تبدأ الدولة إقامة نشاط نووى لكن يجب ألا نعتمد عليه وحده لأنه لن يسد كل احتياجات مصر من الطاقة كما أن اليورانيوم معدن غير متجدد وسينفد، وهذا ما يؤكده تقرير يابانى معتمد على بيانات من وزارة الطاقة الأمريكية يوضح أن اليورانيوم سينتهى عام 2038. لذا يجب أن ننظر للمصادر المتجددة مثل الشمس والرياح وأنا قدمت مشروعاً لاستثمار الطاقة الشمسية بالتعاون مع معهد روكهل الأمريكى وعرضته على مجلس الوزراء لكنه «اتركن». ■ ما تقييمك لنشاط المراكز البحثية؟ - يعمل الباحثون دون تكليفات محددة من أجل الحصول على الترقيات الخاصة بمناصبهم ولا يضعون نصب أعينهم الاحتياجات المجتمعية للعمل على تلبيتها لكن ألتمس لهم العذر لأنه لم يطلب منهم أحد شيئاً ولم تحدد الدولة استراتيجية للبحث العلمى للسير على خطاها. ■ كيف يتم تطويرها لتخدم عملية التنمية؟ - لابد أن تأتى الرغبة من فوق. ■ ماذا تقصدين؟ - أقصد وزير البحث العلمى والقيادات المعنية بوضع استراتيجية وأذكر أنه فى فترة وجودى بالوزارة حاولت تنفيذ تجربة الهند لتطوير البحث العلمى واستطاعت بعض المراكز البحثية بالهند تمويل نفسها ذاتيا بعيداً عن الحكومة فى غضون 5 سنوات لأنها درست احتياجات الصناعة ومشكلات السوق وأجبرت الباحثين على تقديم حلول لها. ■ ما الذى منع تنفيذها؟ - الباحثون فضلوا العمل دون تكليفات لموضوعات بحثية محددة وأرادوا بقاء الوضع كما هو. ■ هل كان لديك تخطيط معين للاستفادة من علمائنا المهاجرين؟ هذا كان شغلى الشاغل، وعرضت على الرئيس مبارك أن نخصص عيداً للبحث العلمى ونكرم أحد العلماء المهاجرين كل عام ووافق، ويعتبر الدكتور أحمد زويل أول من تم تكريمه عام 1995 قبل حصوله على جائزة «نوبل». ■ هل استفدنا من علمائنا المهاجرين؟ - لم نستفد من العلماء بشكل كاف ويقتصر دورهم على السياحة العلمية والمؤتمرات العلمية. ■ هل هناك مشروعات أخرى لها علاقة بالبحث العلمى تم تعطيلها؟ - بدا عليها الأسى وقالت بنبرة حزينة: فيه مشروع كان عزيزاً على قلبى جداً هو مشروع المتحف النموذجى للعلوم وكان يهدف لجذب الأطفال والشباب لتحبيبهم فى العلوم بمختلف مجالاتها عن طريق تقديم شروح لنماذج عملية مشوقة وكنت أخطط لإعداد فروع أخرى لمتاحف ومعارض علمية متنقلة تجول القرى والنجوع حتى يولد لدينا جيل جديد لديه شغف بالعلوم ويقبل على دراستها وبعد مجهودات مضنية حصلت على مساحة30 فداناً لإقامة المشروع. ■ ما مصير هذا المشروع هو الآخر؟ - عرضته على السيدة سوزان مبارك وأعجبت به وتحمست جدا للفكرة ووافقت عليه لكنى بعدها مباشرة تركت الوزارة ولم يكتمل المشروع. ■ ألم تعرضيه على الوزراء التالين؟ - عرضته بعد خروجى من الوزارة على 3 وزارات متعاقبة لكن لم يهتم به أحد. ■ لاحظت من خلال حديثك أن كل ما تم التخطيط له من مشروعات واستراتيجيات لم ينفذ منه شىء فما الفائدة إذن من تشكيل وزارات؟ - بعد خروجى من الوزارة كتبت للرئيس مبارك ورئيس الوزراء عن كل المشروعات التى أفكر فيها للنهوض بالبحث العلمى فى مصر وأرفقت ملخصاً من التقارير والاستراتيجيات التى أعددتها فى عهدى حتى يستفيد منها من يأتى بعدى فى الوزارة لكن لم يستفد منها أحد. ■ ما الحل الذى يضمن النهوض بالبحث العلمى فى مصر بشكل جاد؟ - لابد أن توضع استراتيجية واضحة المعالم للبحث العلمى فى مصر توافق عليها كل الجهات المعنية بداية من مجلس الوزراء ومجلس الشعب وكل الهيئات البحثية وتخصص لها ميزانية ثابتة وكبيرة وتكون هناك تكاليف محددة على كل الوزارات الالتزام بها ويشارك فى وضعها المتخصصون من الباحثين والعلماء، ولابد أن نقوم بتحديد مجالات بحثية على المستوى القومى تُفرض على الباحث ليقوم بدراستها وتحرص الدولة على متابعة تنفيذ هذه الاستراتيجية. ■ هل للقطاع الخاص دور فى تطوير البحث العلمى؟ - عرضت فى السابق مشروع شراكة بين الجهات الخاصة والمراكز البحثية بأن ترصد الشركات التمويل الكافى لمشروعات تطوير الصناعات التى تستثمر فيها هذه الشركات ويلتزم الباحثون بتطويرها لكن الكل هاجمنى وقالوا إننى أريد بيع المراكز البحثية فى مزاد علنى. ■ ما النتائج المترتبة على عدم تقديم حلول وإصلاحات للنهوض بالبحث العلمى؟ - سنخرج من المنافسة فى الساحة الدولية ونقف متفرجين وهذا لا يصح مع دولة فى مكانة مصر. ■ ما معيار اختيار وزراء البحث العلمى من وجهة نظرك؟ - والله لا أعلم حتى الآن «وخلاص بقى» آن الأوان أن توضع شروط للوزارات والمناصب العلمية وتقدم أى شخصية علمية لديها رؤية وخطة للنهضة بالتعليم والبحث العلمى استراتيجيتها ودراساتها من أجل اختيار الشخص المناسب لإصلاح وضع البحث العلمى فى أسرع وقت. ■ ما آخر قراراتك قبل خروجك من الوزارة؟ - أوكلت للأكاديمية الاستراتيجية العلمية التى أعددتها حتى تقوم بتنفيذها. ■ لو عدت إلى منصبك مرة أخرى ما أول قرار ستتخذينه؟ - سأجرى تحديثاً للاستراتيجية التى وضعتها لتكون مناسبة للعصر. ■ هل تنتمين لأى حزب؟ - انضممت للحزب الوطنى منذ دخول الوزارة. ■ عن قناعة؟ - بالطبع.. كان قرارى طوعاً. ■ ألم يتعارض توليك منصباً حزبياً مع وجودك فى الوزارة؟ - لا بالعكس.. الوزير من حقه أن يسمع لرأى آخر فى أى حزب ويستعين فى النهاية بالرأى الصواب. ■ ما رأيك فى الدكتور محمد البرادعى من الجانب السياسى؟ - لا أستطيع الحكم عليه فى الوقت الحالى إلا بعد أن تتضح برامجه وبعد كده أدرسها وأقول رأيى. ■ ما رأيك فى المطالب التى ينادى بها من تعديلات دستورية وإطلاق للحريات؟ - كل الناس تطالب بها حتى فى الحزب الوطنى وأنا أدليت برأيى فى التعديلات الدستورية فى 2004وطلبت عمل دستور جديد لأن الدستور الحالى معمول به منذ فترة طويلة ولا يناسب العصر الحالى. ■ هل تتوقعين أن يصل الدكتور البرادعى إلى رئاسة الجمهورية؟ - لا أعتقد أنه سيصل للرئاسة لأنه لن يستطيع خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة لأن الدستور يمنعه بوصفه الحالى والدستور لن يتغير فى الفترة المقبلة. ■ ألم يُحدث البرادعى حراكاً سياسياً واضحاً فى الفترة الماضية؟ - هو أحدث حراكاً سياسياً بلا جدال ولابد أن ينزل الشارع لإقناع الناس ويتحرك بطريقة منظمة تهدف لتوعية الناس بالديمقراطية وإعلامهم بحقوقهم وواجباتهم السياسية. ■ لو تولى «البرادعى» رئاسة الجمهورية ماذا ستقولين له؟ - سأطالبه بوضع البحث العلمى والتعليم ضمن أولوياته الإصلاحية.