على الجميع أن يستوعبوا مدى احترام الإسلام للآخر.. ولسنا بحاجة للتذكرة بمكانة السيد المسيح وأمه فى الإسلام.. ولقد كتبت سابقاً أكثر من مرة عن مكانة السيدة مريم فى القرآن، الذى لم يرد به ذكر اسم امرأة أياً كانت عدا اسم مريم، وحملت السورة رقم (19) اسم مريم، وعندما ظهر الإسلام كانت القبائل اليهودية والمسيحية متواجدة فى المنطقة سأعود لذلك لاحقاً وكان الإسلام ينظر نظرة خاصة لهم.. فلا يناديهم القرآن إلا ب(يا أهل الكتاب) أو (ياأيها الذين أوتوا الكتاب).. وفى صدر الإسلام دفعت قوة العلاقة مع المسيحيين والثقة بهم إلى هجرة المسلمين الأوائل للحبشة، حيث يحكمها ملك نصرانى هو النجاشى، وقد أجارهم وأمنهم، وللنصارى من أهل الكتاب مكانة خاصة فى قلوب المسلمين، يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة المائدة: (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون).. حتى فى المناقشات أمرنا الله أن نتجنب ما يثير العداوات ويوغر الصدور، فقال فى سورة العنكبوت (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذى أنزل إلينا وأنزل إليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون)، إنها مواقف وعلاقات رائعة لابد أن نعلمها لأبنائنا من أجل غد أفضل! حاتم فودة