لقد تعودنا على القبح فأصبحنا لا نرى الجمال.. وتعودنا على العشوائية فصرنا نتجاهل النظام.. وللأسف تأصل ذلك فينا لدرجة أننا أصبحنا لا نشعر بذلك!! ومن هنا كانت دهشتى من هذا الصمت المطبق من الجميع على ما آلت إليه شوارعنا وأرصفتنا من تدهور وبؤس شديدين!!.. وأقصد هنا عاصمة المحروسة التى أصبحت شوارعها وطرقها مشوهة مدممة مليئة بالندبات والنتوءات والشراك فلا يمكنك أن تسير بأى سيارة فى حالة استواء لمسافة تزيد على عشرة أمتار!! فأنت دائماً فى حالة أرجحة مع وكازات فجائية لأعلى وأسفل من حيث لا تحتسب! أما عن الأرصفة المحطمة فحدث ولا حرج.. ولقد أتاحت لى الظروف أن أسافر شرقاً وغرباً، وكانت المقارنة بيننا وبينهم أينما كانوا دائماً تؤدى وتضيف إلى الرصيد المتراكم من الإحباط الشديد، وحاولت أن أقتدح زناد فكرى لكى أعرف سبب تفرد شوارعنا بهذه الظاهرة المؤذية عن بقية دول العالم ورسوت فى النهاية على ثلاثة احتمالات: - إما أن التربة المصرية لا تصلح لسفلتة الشوارع.. أو أننا حتى الآن لا نلم بأساسيات هندسة الطرق الحديثة.. أو أننا نتلاعب فى الخلطة المستخدمة فى عملية السفلتة.. وأعتقد أن الاحتمال الأخير هو الأقرب لهذه الظاهرة!!.. والحل لهذه المعضلة بسيط يتمثل فى الأمانة والدقة فى العمل والمتابعة والصيانة المستمرة.. وهذا فى الحقيقة ما نفتقده فى جميع مجالات حياتنا.. وليس فقط فى شوارع وأرصفة بلادنا!! طبيب/ محمد نورالدين الحفناوى مستشفى الساحل التعليمى