فيلم اسمى خان «My name is khan» هل يصلح ما أفسدته أحداث 11 سبتمبر2001 وحرب أفغانستان وحرب العراق؟ فى رأيى يستطيع.. ليس هذا من قبل المبالغة.. ولكن الفيلم يأخذك من اللحظة الأولى ويحفز العقل على التفكير والتفكر.. وأدعو كل من يبحث عن لحظة يطهر فيها ذاته.. وكل من يريد أن يتخلى عن غروره وصلفه.. وكل من يريد أن يتمسك بإنسانيته.. وكل مسؤول لديه بذور مشاحنات طائفية هنا أو هناك، وكل من يريد أن يعلم أبناءه معنى الخير وجوهر المشاعر الحقيقية.. أن يشاهد هذا الفيلم هو ومن يحب. فى ثلاث ساعات، قدم المخرج الهندى كاران جوهار واحداً من أجمل الأفلام فى تاريخ سينما بوليوود، والذى حاول فيه المزج بين الطابعين الهندى والعالمى. يدخل الفيلم مباشرة إلى موضوعه مع المشاهد الأولى، حيث يتم إلقاء القبض على شاب هندى يدعى رزفان خان فى مطار سان فرانسيسكو للاشتباه وعندما يسألونه يقول إنه يريد مقابلة الرئيس جورج بوش ليخبره بأن اسمه خان.. وأنه ليس إرهابياً. ومن خلال فلاش باك طويل.. نعرف حكاية الشاب من البداية، فقد ولد مصاباً بمرض التوحد (الاوتيزم) فى قرية هندية، كان له أخ وحيد وأم رائعة علمته أول دروس التسامح.. قالت له، عقب اندلاع أحداث العنف الطائفى بين المسلمين والهندوس، إن البشر نوعان فقط: صالح وشرير وليس هناك أى تقسيم آخر من حيث اللون أو الدين أو العقيدة. سافر أخوه إلى أمريكا وعندما ماتت الأم أرسل إليه لكى يأتى إليه. تعرف بفتاة هندوسية تعمل فى صالون تجميل ولديها ابن اسمه سمير. أحبته وتزوجته رغم أنه مسلم وتبنى هو ابنها الوحيد وأعطاه اسمه.. وعاشا أوقاتاً مدهشة من الحب والتفاهم رغم مرضه.. حتى وقعت أحداث 11 سبتمبر، وارتكبت أعمال عنف ضد القادمين من الشرق خصوصاً المسلمين. تحرش زملاء ابن زوجته بالطفل وضربوه حتى الموت، فأحست الزوجة بالندم الرهيب لزواجها من شاب مسلم وقررت الانفصال عنه.. رغم حبها له.. وقالت له فى لحظة غضب لولا أن ابنى حمل اسمك ما قتل وقالت له أيضاً: قل للعالم وللرئيس الأمريكى إنك لست إرهابياً. ولأنه يحبها، ولأن قدراته العقلية محدودة أيضاً.. فقد فهم كلامها بشكل مباشر وقرر أن يطارد الرئيس بوش الابن فى كل مكان يذهب إليه ليبلغه رسالة واحدة يقول فيها: اسمى خان.. وأنا لست إرهابياً. يتنقل من ولاية إلى أخرى ويتم القبض عليه واعتقاله ومعاملته أسوأ معاملة لاتهامه بالإرهاب. تنتهى مدة بوش الابن دون أن يقابله، وفى المشاهد الأخيرة للفيلم ينجح فى إبلاغ رسالته للرئيس الجديد أوباما وتعود إليه زوجته بعد أن أنجز ما وعدها به. ربما يكون الفيلم متفائلاً، نسبياً، بأن رسالة التسامح وقبول الآخر والدفاع عن القادمين من الشرق والمسلمين التى لم تصل إلى بوش سيتفَّهمها أوباما، ولكن الفيلم يتضمن مواقف إنسانية رائعة وذكية وتمس المشاهد فى أى مكان وزمان. فى هذا الفيلم قدم خان جوهر الإسلام كدين لا يدعو إلى العنف وإنما للحب والتسامح والتفاهم تماما ككل الأديان الأخرى.. وأنه دين لا علاقة له بالعنف. ومنذ شهور حظى نجم بوليوود شاروخان وهو مسلم الديانة.. باستقبال كبير فى مهرجان برلين السينمائى الدولى الذى شارك فى دورتة الستين العام الماضى من خلال هذا الفيلم - اسمى خان - وقال خان أثناء الاحتفاء به فى المهرجان.. هذا هو العالم الذى خلقناه بأيدينا إلا أن الوقت قد حان لنقوم بتغييره.. وقد تبدو هذه العبارة حالمة.. ويجب علينا ألا نحكم على الآخرين من خلال مظهرهم أو دينهم.. وأنا أضيف على كلمات شاروخان: هل يمكن أن يكون هذا الفيلم بداية لتغيير أنفسنا وتغيير الآخر أم لا؟ أدعوك أن تشاهد الفيلم أنت ومن تحب ومن لا تحب أيضاً.