طوال 25 عاما لم يفترق أفراد أسرتها أبدا، فهم معا فى البيت والعمل، وداخل المنزل وخارجه، لأنهم يعملون سويا ضمن فريق عمل واحد شعاره: «إيد لوحدها متسقفش»، ولأنهم يتمتعون بما لا يتمتع به أى موظف آخر، حيث لا مدير ولا مواعيد عمل، فهم يرون أنفسهم الأفضل، رغم أنهم لا يحصلون على أجور ثابتة، فقط 7 جنيهات يوميا لكل منهم. سيدة أحمد وزوجها سليمان حنفى وأبناؤهما الثلاثة هم فريق عمل ورشة الشنط، التى بدأ العمل فيها منذ 25 عاما بفردين فقط هما سيدة وزوجها، وكل مولود جديد ينضم للأسرة ينضم أيضا للورشة التى أصبح عدد العاملين فيها خمسة. تعود سيدة بذاكرتها إلى 25 عاما مضت: «الأسطى سليمان كان شغال بالمهنة من قبل ما نتجوز، وبعد ما اتجوزنا علمنى الشغلانة ومن يومها وأنا باشتغل معاه.. حتى العيال شغلناهم معانا لأننا عاوزينهم يبقوا رجالة ويتحملوا المسؤولية». هذا هو المنهج الذى رسمه سليمان لزوجته سيدة فى تربية الأولاد والذى أكدته: «أبوهم بيقول مش عاوز عيالى يطلعوا زى شباب اليومين دول، يا عاطلين يا منحرفين.. قلنا يشتغلوا وأهو برضه يبقوا نافعين». الأدوار داخل الورشة موزعة حسب السن والمقدرة، وضع الزوج لا يختلف كثيرا فى الورشة عنه فى البيت، فكما أنه رجل البيت هو أيضا على حد وصف سيدة «الأسطى» وبالتالى يتخصص الأسطى سليمان فى تفصيل وتجميع بل تصميم الشغل أحيانا، فى حين تقوم سيدة بالعمل على الشنطة من الداخل مثل تركيب المرايا والسوستة والجيوب. «منى» الفتاة الكبرى، وهى خريجة دبلوم صنايع، تخصصت فى تركيب الورود والإكسسوارات للشنطة، فى حين عهد الوالدان للولدين الصغيرين بمهمة ثنى حواف الشنطة والدهانات الداخلية. «الاستقلال التام».. عبارة فسرت بها «سيدة» سبب عملهم مع بعض: «لما نبقى مع بعضينا نبقى مستقلين ومرتاحين.. كده أحسن من الشغل مع الغريب».