عيد الأب والأم

الأم والأب عماد الأسرة، وفى يوم 21 مارس من كل عام يحتفل بعيد الأم وتبدأ وسائل الإعلام فى إذاعة أغنية ست الحبايب، وتنشط المحال التجارية وتشهد رواجاً لهدايا عيد الأم وذلك على هامش السيرة.
وبالطبع نحن ندعو للبر والتواد الدائمين كما يحثنا الدين الحنيف، فكل الديانات السماوية تعظم بر الوالدين وليس الأم وحدها. وطاعتهما من طاعة الله وأود أن يحتفى بالآباء العظام دعائم الأسرة، فالأسرة تبدأ من جهاد الرجل فى الحياة ليستقر بحثاً عن الأسرة التى تبدأ باختيار الزوجة الصالحة وتبدأ المسيرة: زوج وزوجة وأولاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولم نجد أبداً من يتغنى بفضائل الأب، ويقتصر التغنى على ست الحبايب وهذا هو الظلم بعينه لأن ست الحبايب لها شريك ومن ثمرة هذا الحب تنشأ الأسرة، ولهذا أدعو إلى البر والتراحم للوالدين كليهما والتعبير لهما عن الحب والعطف عليهما عندما يبلغان الكبر وعدم تركهما، والتعبير الدائم عن فضلهما علينا كما أمرنا الدين وكل الأديان لما لهما من فضل كبير.
والمؤلم هو مظاهر العقوق التى انتشرت ولها دلائل كثيرة ولابد من التذكرة بأن بر الوالدين من دعائم الدين، ولابد من الحث على ذلك فى المسجد والكنيسة، وكم أتألم وأنا أرى ابنا يقاضى أباه للحجر عليه وأبا يقاضى ابنه بغية النفقة وابنا يؤثر زوجته على والديه.. وتزخر المحاكم بنماذج مما سلف، وذات يوم قُدم شاب للمحكمة بتهمة ضرب أمه وحضرت الأم أمام القاضى تطلب العفو عن ابنها فما كان من القاضى إلا أن طلب من الابن أن يقبل قدم الأم وفعل وبكت الأم تسترجى القاضى أن يطلق سراح الابن.
إن سوء الأوضاع الاقتصادية يهز دعائم الأسرة المصرية لينعكس ذلك على التصرفات والمعاملات بين أفراد الأسرة الواحدة لنجد الابن يترك أباه أو أمه ولا يبرهما بل يودعهما دار المسنين أحيانا كى لا يعيشا معه فى معيشة واحدة، وغالباً يكون المنزل هو منزل الأم والأب.. وقد غادراه لعقوق الابن!! إن البر والرحمة فرض عين ولابد أن يستمر كما تأمرنا السماء.
أحمد محمود سلام - محام- بنها- قليوبية