اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلية وشبان فلسطينيين، فى محيط الحرم الإبراهيمى، بمدينة الخليل والقدس والضفة الغربية، فيما عمت مظاهرات «جمعة الغضب لنصرة المسجد الأقصى»، عواصم عربية وإسلامية، احتجاجاً على الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى. وفيما أدانت اللجنة الرباعية الدولية للسلام فى الشرق الأوسط، الأنشطة الاستيطانية فى القدسالمحتلة ورسمت «خريطة طريق» لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على قطاع غزة. فى الخليل، اندلعت مواجهات عنيفة فى محيط الحرم الإبراهيمى الشريف، بين مئات المواطنين وقوات الاحتلال، التى أطلقت الرصاص المعدنى وقنابل الصوت والغاز باتجاه مواطنين رشقوها بالحجارة، مما أدى إلى إصابة 15 فلسطينياً بجروح. كما اندلعت مواجهات جديدة بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال فى وادى الجوز وعند حاجز قلنديا شمال القدسالمحتلة. فردت قوات الاحتلال بإغلاق بعض أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين، أمس، بعد أن شددت إجراءاتها التعسفية فى القدسالمحتلة، وتحديداً فى البلدة القديمة، ونشرت الآلاف من عناصرها فى مختلف أحياء القدس، وحولتها إلى ثكنة عسكرية منذ صباح أمس تخوفاً من تجدد الاشتباكات عقب صلاة الجمعة، فى ظل استنفار إسرائيلى متواصل منذ نحو 10 أيام. وواصلت قوات الاحتلال حملات مداهمة منازل المواطنين فى مختلف أحياء القدس، خاصة التى شهدت مواجهات مع قوات الاحتلال فى الأسابيع الماضية. فى الضفة الغربية، اندلعت مواجهات فى بلدة بلعين غرب مدينة رام الله، بين أهالى القرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلى التى أعلنت بلعين منطقة عسكرية مغلقة، وفيما انطلقت فى قطاع غزة، مسيرات حاشدة انتصاراً للأقصى، شن الطيران الإسرائيلى سلسلة غارات على مناطق متفرقة من القطاع، استهدفت إحداها ورشة للحدادة بحى الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، وغارات على منطقة دير البلح، وسط القطاع، و5 غارات على الشريط الحدودى بين رفح ومصر، أسفرت عن إصابة عدد من الفلسطينيين بجروح. تأتى الغارات الإسرائيلية فى أعقاب سقوط صاروخين انطلقا من القطاع على جنوب إسرائيل، أمس الأول، أسفرا عن مقتل عامل تايلاندى. دولياً، اندلعت مظاهرات الغضب فى عمان ودمشق وبيروت وإسطنبول تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى، فيما تم إعلان حالة تأهب فى محيط السفارة الإسرائيلية بالأردن بعد مصادمات بالقرب منها بين شبان وقوات الأمن الأردنى. سياسياً، أدانت اللجنة الرباعية الدولية قرار إسرائيل بناء وحدات سكنية فى القدسالشرقية، ودعتها إلى تجميد جميع الأشكال الاستيطانية فى الأراضى الفلسطينية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، فى البيان الختامى لأعضاء اللجنة الرباعية «التى تضم روسيا والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة والأمم المتحدة». عقب اجتماعهم فى موسكو، «إن ضم القدسالشرقية أمر لا يقره المجتمع الدولى»، داعياً إسرائيل كذلك إلى الامتناع عن هدم المنازل والتوقف عن إخلائها فى القدس. وعبرت «الرباعية» عن قلقها الشديد تجاه تدهور الوضع فى غزة وأكدت على ضرورة التوصل إلى حل سريع ودائم لمسألة الأزمة الإنسانية. كما أدانت اللجنة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل. وقال كى مون فى مؤتمر صحفى «إن إقامة دولة فلسطينية فى الضفة الغربيةوغزة يقع على رأس أولويات المجتمع الدولى وجميع الدول فى المنطقة». وأضاف: إن الرباعية الدولية» تدعو الطرفين إلى العمل وفقاً للقانون الدولى والاتفاقات السابقة والالتزام بخطة خارطة الطريق. وأمهلت الرباعية إسرائيل والسلطة الفلسطينية 24 يوماً، لاستئاف محادثات السلام غير المباشرة، وأعربت اللجنة عن أملها فى أن تؤدى المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، فى الشرق الأوسط، إلى «تسوية» فى غضون 24 شهراً، حسبما أفاد كى مون.