ماذا تريد من حياتك؟ حول تقرير مؤسسة «هيرتدج» للشفافية العالمية الذى كشف عن أن رشوة صغار الموظفين أصبحت جزءاً من الحياة اليومية فى البلاد، فضلاً عما يتردد عن الفساد بين كبارهم، والذى نشرته «المصرى اليوم» أمس، كتب القارئ «حمزة عامر» يقول: «القضية الأساسية هى إجابة السؤال: ماذا تريد بحياتك الدنيا؟ البعض يختار العيش بالخلق الفاضل فى إطار الطهارة والشرعية ملتزماً بالأوامر ومجتنباً النواهى، وتلك هى الحياة بالمدينة الفاضلة، يقنع الفرد فيها بما يكفيه، ويعمل وينتج بما أعطاه الله من قوة بدن وعقل ورقابة ضمير.. يتحرى الحلال فقط، وقوم آخرون يقولون قيمة المرء ما يتقنه.. يسمونها الميزة النسبية التى تمايز بين البشر.. يستغل البعض البعض.. وتتسلط فيه أبدان على أبدان.. صراع مستمر فى الليل والنهار.. أناس تكسب ولا تعمل.. وآخرون مطحونون ولا يكسبون.. اختر ما شئت بعدما تجيب عن هذا السؤال». أما «معتز عثمان» فيرى أن الأمر زاد عن حده لدرجة أن الرشوة أصبح لها العديد من الأسماء والأشكال الأخرى، فقال: «من كتر ما زاد الموضوع إحنا نسينا إنها رشوة.. ده بقى حاجة عادية جداً، إحنا بجد محتاجين التغيير فى كل حاجة، فى كل دقيقة من حياتنا اليومية.. محتاجين التغيير فى أنفسنا لأن الحكومة غيرت سلوكنا». لا تظلموا شيخ الأزهر مقال الكاتب الدكتور وحيد عبدالمجيد حول شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى جذب العديد من قراء الموقع الإلكترونى للتعليق، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة التى تربط بين المؤسسات الدينية والسلطة السياسية فى العالم العربى.. حول هذه القضية كتب القارئ «أبوعلاء التونسى» قائلاً: «لا يختلف اثنان على أن المؤسسة الدينية بأقطارنا العربية قد ألحقت منذ زمن بالسلطة السياسية؛ لذلك أصبحت هذه السلطة - ممثلة فى المفتى ودار الإفتاء وغيرهما إحدى أدواتها، وانقضى زمن رجل الدين ورجل العلم اللذين تنحنى لهما رقاب الساسة، فالإسكندر المقدونى كان يبجل الفيلسوف أرسطو ويعتبره هو الخالد، بينما رجال السياسة إلى زوال، و«تيمور لينك» فعل كل شيء من أجل أن يقابل ابن خلدون، ذاك زمن مضى وحل مكانه عصر رجل الدين برتبة موظف حكومى ينفذ تعليماتها للحفاظ على راتبه ومركزه؛ لذا وجد رجل الدين نفسه كمن يمشى على حبل رفيع فى سيرك كل همه التوازن خشية السقوط، فعليه إذن أن يتحاشى استفزاز الجمهور وإغضاب السلطة معا، فلم يوفق لا فى هذا ولا فى ذاك، إذن فهو جزء من منظومة متكاملة: سلطة مهزوزة تبحث عن أى مبرر شرعى لوجودها ومجتمع منبت متغرب، بخس حضارته وتاريخه فلم يحافظ عليهما وانبهر بالغرب، وركض مقلداً له فما بلغ مبتغاه.