نصف الكوب الممتلئ

حدث سابقاً قبل عام 1967 قول انفردت به جميع وسائل الإعلام بأن مصر أكبر قوة رادعة فى الشرق الأوسط، وأنه فور الحصول على الأمر بتحرير فلسطين سوف تتحرك جيوشنا إلى إلقاء إسرائيل المرعوبة فى البحر هى ومن وراءها..
ثم جاءت الحقيقة المرة فى يونيو 1967! وفى خلال الثلاثين سنة السابقة صدعنا ومللنا وتم المنّ علينا بكل المجهودات والإصلاحات الاقتصادية والصناعية والزراعية طوال خمسين عاماً فى قيام هذا النظام بتجديد وإنشاء وتحديث البنية الأساسية ولا صوت يعلو على صوت البنية الأساسية..
ثم جاء الرد السماوى من حيث لا نحتسب فى صورة أمطار بدأت على حدودنا الجنوبية، وأمطار فى شمال سيناء، لم تمنعها الخطة الطموح التى يتشدق بها فى إعمار وليس تعمير سيناء، وأخيراً أمطار على كل مدن مصر وكانت النتيجة هزيمة ساحقة للمشروعات التى ادعى أنها لإنشاء وتجديد البنية الأساسية فى الدولة..
وسؤالنا الآن: أين ذهبت الاعتمادات والميزانيات التى خصصت لهذه البنية الأساسية على مدار ثلاثين سنة، والتى دائماً ما نعيّر بها فى جميع الأحاديث الصحفية والتليفزيونية، وبأن سبب عدم نهضتنا هو تجديد وإنشاء وإصلاح البنية الأساسية..
ولا أستطيع أن أكتب بعد ذلك، لأن القلوب والأرواح وصلت إلى الحلقوم ونحن نرى الأمم تسير وتتقدم ونحن نتأخر إلى الخلف وليس لنا غير العبارة التى تقول: «انظر إلى نصف الكوب الممتلئ» وفى الحقيقة هو ملىء بالفساد!!
حسن شوشة - المحامى - الجيزة