عرضت القناة الأولى للتليفزيون الرسمى، أمس، أول لقطات فيديو يظهر فيها الرئيس حسنى مبارك عقب نجاح العملية الجراحية التى خضع لها فى مستشفى جامعة هايدلبرج بألمانيا، قبل عشرة أيام، لاستئصال الحوصلة المرارية وإزالة ورم حميد ب«الاثنى عشر». ظهر الرئيس جالساً فى مقطع قصير لنحو 30 ثانية، وهو يتبادل أطراف الحديث مع اثنين من أفراد الفريق الطبى المعالج له، دون أن تظهر أصواتهم، ضمن تقرير إخبارى عاجل بثته القناة الأولى، تضمن أيضاً تصريحات المتحدث باسم المستشفى فى مؤتمر صحفى، أمس، التى أكد فيها أن «تحسناً كبيراً طرأ على صحة الرئيس، وأنه يتمتع بروح معنوية عالية، ويتطلع إلى العودة لنشاطه الطبيعى المعتاد، كما أن حالته الطبية العامة تتقدم بمعدلات مرضية، ولن تكون هناك حاجة لإجراء التحاليل المعملية اليومية». وفى سياق متصل، أكد صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الوطنى، أن «التقدم الصحى للرئيس يسير أفضل من الوضع العادى وأكثر مما يتصوره الجميع». وأعلن الشريف، فى حوار مع حمدى رزق، رئيس تحرير مجلة «المصور»، تنشره فى عددها الصادر اليوم، أن الرئيس مبارك «سوف يخاطب الشعب المصرى فى أقرب فرصة، وأنه سوف يعود للبلاد فى أقرب فرصة بإذن الله»، مشيراً إلى أن «بعض الأقلام أو المواقع الإلكترونية الموتورة تصور الأمور أحيانا على غير حقيقتها ولكن الشعب المصرى يثق فى قيادته السياسية ويغمرها بدعاء الحب والسلام». وقال الأمين العام للحزب الوطنى إن «الرئيس يتمتع بصحة جيدة والحمد لله، وعلى كل شخص فينا أن يسأل طبيباً يعرفه عن فترة النقاهة اللازمة لهذه العملية وهل يستطيع الشخص أن يمشى بسرعة بعدها، وكم تستغرق من الوقت لالتئام الجروح». ورداً على سؤال حول «الشائعات المسمومة التى تملأ الأجواء»، أجاب الشريف: «دون الخوض فى التفاصيل الكل يعلم ويستطيع أن يستنبط الأهداف الخبيثة من وراء ذلك»، وتابع: «أنا يومياً على اتصال بألمانيا، والرئيس بأحسن صحة وأحسن حالة، وكل يوم حالته تتحسن أسرع مما يتوقعه الفريق الطبى، وسوف يطل قريباً على المواطنين إعلامياً». وعلى الصعيد نفسه، أكد الدكتور على الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطنى، أن وفداً إعلامياً من المنتظر أن يصل، اليوم الأربعاء، إلى ألمانيا لإعداد تقرير يوجه الرئيس من خلاله رسالة إلى الشعب المصرى، لطمأنة المواطنين والرد على التساؤلات حول حالته الصحية. وأشار هلال، خلال مشاركته أمس فى حفل تأبين الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الراحل، إلى أن طبيعة العملية الجراحية التى أجريت للرئيس مبارك تحتاج إلى فترة نقاهة وراحة بعدها. إلا أن مصدراً بالتليفزيون المصرى، فضل عدم نشر اسمه، أكد فى تصريحات ل«المصرى اليوم», أن التليفزيون لم يرسل حتى مساء أمس أى فريق إعلامى، تاركاً الباب مفتوحاً أمام هذا الاحتمال، خلال الساعات القليلة المقبلة. من جهة أخرى، ارتفعت البورصة بشكل ملحوظ فى ختام تعاملات أمس، وذلك عقب يومين من الهبوط الحاد بسبب انتشار شائعات حول صحة الرئيس مبارك، تبددت مع ظهوره أمس على شاشة التليفزيون المصرى. وصعد المؤشر الرئيسى للأسهم النشطة «Egx30» بنحو 1.7%، بعد أن كسب 112 نقطة، ليستقر عند مستوى 6465 نقطة، بتداولات بلغت قيمتها مليار جنيه، وسط ارتفاع لأغلب الأسهم القائدة بنسب تراوحت بين 1% و4%. وارتفع مؤشر الأسعار بنحو 2%، بعد ارتفاع أسعار إغلاق 145 ورقة مالية، مقابل انخفاض 20 ورقة، لتسترد الأسهم جزءاً من خسائرها بنحو 5 مليارات جنيه من إجمالى 25.5 مليار جنيه فقدتها على مدار اليومين الماضيين اللذين سجل المؤشر خلالهما تراجعاً بنحو 6.2%. وشهدت جلسة أمس تحولاً للشراء المكثف من قبل المستثمرين الأجانب، بينما اتجهت تعاملات العرب والمصريين نحو البيع. وقال معتصم الشهيدى، المدير التنفيذى بإحدى شركات الأوراق المالية، إن الاستقرار عاد للسوق عقب تصريحات تؤكد أن صحة الرئيس مبارك فى تقدم، متوقعاً استمرار السوق فى استرداد خسائرها على مدار الأيام القليلة المقبلة.