فى لقاء قديم وطويل جمعنى بالدكتور أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب.. دار الحديث بيننا وطال عن الرياضة فى حياته وعن رؤيته لها كأستاذ قانون وسياسى ورئيس للبرلمان.. وأعود الآن لهذا الحديث، ليس من باب استرجاع الآراء والذكريات ولكن لأننى أحتاج لشهادة الدكتور سرور ورؤيته البرلمانية للرياضة لأواجه بها معظم نواب مجلس الشعب فى الدقهلية الذين لم نرهم طيلة سنوات وأسابيع مضت حافلة بالأوجاع والحمول الثقيلة، حملها بسطاء الدقهلية الجميلة والحزينة فوق رؤوسهم دون أن ينتبه أو ينزعج هؤلاء النواب.. وفجأة.. ولأن نادى المنصورة خسر مباراة لكرة القدم فى الدورى.. جاء كثير من هؤلاء النواب وتذكروا الانتخابات المقبلة وقرروا التقدم بطلبات إحاطة تحت القبة لرئيس الحكومة.. ورئيس المجلس القومى للرياضة.. لرفع الظلم الواقع على نادى المنصورة من لجنة الحكام.. وتقديم طلب رسمى لزيادة فرق الدورى الممتاز إلى أربعة وعشرين فريقا حتى لا يهبط المنصورة، دون أن يحددوا الجهة التى سيتقدمون لها بهذا الطلب والضغط عليها بصفتهم نواب فى البرلمان.. والمطالبة بعقد جلسة مشتركة لمجلسى الشعب والشورى لمناقشة زيادة دعم الأندية الشعبية وحصتها من عوائد البث التليفزيونى.. ولست هنا أناقش أزمة نادى المنصورة ولا مشكلة أى ناد آخر فى مصر، وإنما أناقش هذا النموذج من الأداء البرلمانى.. وأريد أن أسأل رئيس البرلمان إن كان مقتنعا وعلى استعداد لأن تتضامن المنصة مع هذه المطالب فيسمح بجلسة خاصة حتى لا يهبط المنصورة أو زيادة حصة الأندية الشعبية من حصيلة البث التليفزيونى.. أم أن الدكتور فتحى سرور سيوافقنى على أن هذا المشهد يتضمن خلطاً فاضحاً وفادحاً بين الأوراق والأدوار والسلطات والمعانى والحدود سواء كانت سياسية أو رياضية.. فمجلس الشعب.. سيد قراره سياسيا وقانونيا ودستوريا.. ليس فى نفس الوقت سيداً على اتحاد منتخب للكرة.. ولا يمكن لمجلس الشعب أن يعاقب اتحاد الكرة إن لم يقرر زيادة عدد أندية الدورى.. كما أن احتساب فاول أو تسلل فى مباراة للكرة ليست من القضايا أو المهام أو الواجبات الأولى بالرعاية البرلمانية.. ولو كان مجرد مطاردة شبح الهبوط للدرجة الثانية للمنصورة مبررا مقنعا لأن يسارع نواب بكل هذه المطالب، فسأتهم نواب معظم محافظات الدلتا والصعيد وسيناء بالغفلة والضعف والتخاذل لأنهم لا يطالبون بصعود أنديتهم للممتاز.. وأرجو ألا يتخيل الدكتور سرور أننى أهذى.. فهذا هو الواقع الآن الذى سيتعين عليه أن يواجهه قريبا تحت قبة البرلمان.. أو يسمح لى بدلا من ذلك بدعوته لتحديد القضايا الكروية والرياضية التى لابد من طرحها فى برلمان مصر. [email protected]