أعربت الخارجية الأمريكية عن أسفها «عن تعليقات ساخرة صدرت من المتحدث باسمها حيال الزعيم الليبى العقيد معمر القذافى، وأعلنت أن دبلوماسياً أمريكياً رفيع المستوى سيزور طرابلس لإجراء مشاورات. ويصف المراقبون هذه الخطوة من قبل واشنطن بأنها رضوخ للزعيم الليبى الذى لوح بورقة النفط والضغط على شركات البترول الأمريكية إذا لم تقدم واشنطن اعتذاراً له على وصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولى دعوة القذافى بإعلان الجهاد على سويسرا بأنها «سخافة». وقال كراولى «آسف لتحول تعليقاتى إلى عقبة أمام تحسين علاقاتنا الثنائية مع ليبيا»، وأضاف «كان من المفترض بى أن أكتفى بالإشارة إلى قلقنا إزاء استخدام تعبير الجهاد، الأمر الذى أوضحته لاحقا الحكومة الليبية». واستطرد قائلاً: «إن هذه التعليقات ليست انعكاساً للسياسة الأمريكية ولا تريد أن تكون مهينة وأنا أتقدم باعتذارى فى حال أخذت تعليقاتى بهذا المعنى»، وأشار إلى أن جيفرى فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية، سيزور طرابلس. وكانت الولاياتالمتحدة دخلت على خط المواجهة بين سويسرا وليبيا بعد أن استدعى شكرى غانم، أمين لجنة إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، رؤساء شركات النفط الأمريكية العاملة فى ليبيا الذين يمثلون شركات إكسون موبيل وكونوكوفيلبس وأوكسيدنتال وماراثون، وأبلغهم أن الخلاف الدبلوماسى مع واشنطن قد يكون له تأثير سلبى على أنشطتهم فى ليبيا. وفيما عمت المظاهرات شوارع العاصمة الليبية الأسبوع الماضى تأييداً لدعوة القذافى بإعلان الجهاد ضد سويسرا التى وصفوها ب«الكافرة لأنها تجرم بناء المآذن»، أظهر الخلاف مدى حساسية علاقات طرابلس مع الغرب بعد أكثر من 6 سنوات على قرارها التخلى عن أسلحة الدمار الشامل مما أدى إلى تقاربها مع واشنطن. ونشب خلاف دبلوماسى كبير بين ليبيا وسويسرا فى يوليو 2008 عندما اعتقلت الشرطة فى جنيف هنبعل نجل القذافى فى اتهامات بإساءة معاملة اثنين من الخدم، ولكن أسقطت الاتهامات فى وقت لاحق. ولكن التهديد الليبى الخاص بعمل شركات النفط الأمريكية يلقى بالضوء على خفايا ملف النفط الذى يرى المراقبون أن القذافى يمسك به لإحكام قبضته فى الداخل والخارج أيضا بجذب الدول وخاصة المتعطشة للنفط إليه. فداخليا يضمن القذافى من خلال النفط ولاء القبائل عن طريق توزيع العوائد عليها بشكلٍ واسعٍ. وفى هذا السياق تشير مجلة «لوموند دبلوماتيك» الفرنسية إلى أن القذافى يحتفظ بكل أوراق ملف النفط وحده ويعتبر محرّماً على الغير حتى أبنائه.