فورين بوليسي: أخطاء الفترة الانتقالية فادحة لكن النتيجة «مرضية» حتى الآن

قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية إن الجميع بلا استثناء أخطأ في الخمسة عشر شهرًا الماضية، هو عمر الفترة الانتقالية بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، وقصدت بالجميع: المجلس العسكري، النشطاء، الإخوان المسلمين، القضاء والقادة السياسيين.
وقال مارك لينش، المحلل صاحب المدونة المعنية بشؤون الشرق الأوسط في المجلة، إن الأوضاع في مصر رغم كل شيء ورغم الاستهلاك النفسي من الانتخابات التي بدأت الأربعاء والمظاهرات جيدة، فمصر لديها برلمان منتخب رغم أدائه المتواضع أحيانا يظل له شرعية انتخابية حقيقية، كما أن الانتخابات الرئاسية ليست «كارثية»، بينما انتقلت السياسة من الشوارع إلى صناديق الاقتراع.
وأضاف أن الجيش يبدو متمسكًا بالحفاظ على إمبراطوريته داخل الدولة، لكنه أيضا رفض عدة فرص لتأجيل انتقال السلطة لحكومة منتخبة، بينما فقد الإسلاميون بعضًا من شعبيتهم بعد اكتساح الانتخابات البرلمانية بسبب ارتكاب أخطاء سياسية حقيقية، وفلول النظام السابق «يجلدون» في الانتخابات مما يضطرهم للدفاع عن أنفسهم طوال الوقت، مشيرًا إلى أن الفترة الانتقالية «الكارثية» ربما تنتهي بشكل جيد.
وأوضح أن الفترة الانتقالية أديرت بشكل في منتهى السوء في بعض الجوانب من جانب المجلس العسكري، وعلى الرغم من ذلك لم يقم بإلغاء كل شيء بدافع «الفوضى أو الخوف من الإسلاميين»، سواء بعد أحداث العنف أو بعد فوز الإسلاميين بالانتخابات، مضيفًا أنه لو كان الجيش قد فعل ذلك كان سيظل محتفظًا بدعم الرأي العام رغم ذلك.
وعاد ليقول إن الفترة الانتقالية مع ذلك خلقت نوعًا من عدم اليقين والركود، وبالتالي لا يمكن أن تستمر أكثر من ذلك، لافتًا أنه يحق لهؤلاء الذين ألهمتهم ثورة 25 يناير أن يضيقوا من سير الأحداث ومن وحشية التعامل مع احتجاجات الشارع والمحاكمات العسكرية للمدنيين وصعود قوى الإسلاميين، لكن مع فقدان دعم الرأي العام للقلة المنظمة المحتجة في الشوارع نجح النشطاء في الاستمرار في الضغط على المجلس العسكري، وبالتالي تسببوا في حدوث «نقلة في حياة مصر السياسية»، حتى لو كانوا غير راضين عما حققوه حتى الآن.