قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إن المجتمع المصري بعد مرور خمسة أشهر على اندلاع ثورة 25 يناير، تسيطر عليه مشاعر «التفاؤل وعدم اليقين»، مضيفةً أن أذهان المصريين مشغولة بطبيعة دور الإسلاميين في تشكيل مستقبل مصر. وأضافت المجلة، في تقريرها، الاثنين، الذي كتبه مارك لينش، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن، إنه من الضروري إجراء انتخابات برلمانية سريعة للانتقال نحو الديمقراطية، قائلةً إن «حجج صياغة الدستور أولاً ليست مقنعة حتى الآن». وقال لينش إنه رغم وجود الكثير من الأسباب التي تدعو للقلق من نوايا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلا أنه معجب بروح الطاقة والحماس والموهبة للنشطاء والقوى الاجتماعية الذين اجتمعوا لجعل التحرير «ممكناً»، على حد وصفه. وذكر لينش، في تقريره، المقابلة التي أجراها مع «المصري اليوم» أثناء حضوره مؤتمر «من التحرير: ثورة أم تحول ديمقراطي» بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقال إنه أكد، في حواره مع الجريدة، أكثر من مرة على أهمية التحرك سريعاً نحو إجراء انتخابات وإقامة حكم مدني مشروع، مشدداً على ضرورة ألا ينمو المجلس العسكري في السلطة لوقت طويل لأن «الجميع غير راض عن أداء المجلس العسكري»، على حد قوله. وأوضح لينش أن انتظار صعود القوى السياسية ضد الإسلاميين يعد «استراتيجية سياسية»، وليست دستورية أو قانونية، محذراً أن ذلك يعني احتمال إهدار فرصة تاريخية وفريدة للديمقراطية في مصر. وحول رؤيته لموقف جماعة الإخوان المسلمين، أوضح لينش، في تقريره، أنه يرى الجماعة وكأنها تبدو «واثقة من نفسها»، مضيفاً أنها تتصارع مع مجموعة واسعة من القضايا والتحديات غير المألوفة التي جعلت الإسلاميين يقفون على «أرضية مهزوزة» مثل الاشتباكات بين الإسلاميين والقوى العلمانية. وأشار لينش إلى أن مصر الآن «عادية» بشكل غريب، خاصة بعد «زوبعة الحماسة الثورية» بداية العام الجاري، قائلاً إن «عدم اليقين العميق يسيطر على الحياة السياسية». وانتهى لينش إلى أن الطريقة الوحيدة للانتقال إلى الديمقراطية هو إجراء انتخابات، قائلاً إن النصر في تلك الانتخابات لن يكون من خلال «الشرعية الثورية»، ولكنه سيكون من خلال منظمة فعالة وذات مصداقية عن طريق التحدث إلى هويات ومصالح الناخبين المحتملين، بدلاً من التحدث عن سلبيات العلمانيين والليبراليين واليساريين وجميع التيارات السياسية الأخرى.